×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

﴿أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يعني: يتصفون بالغلظة والشدة على الكافرين؛ لأنهم أعداء لله وأعداء لرسوله، فتناسبهم الشدة والغلظة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ ٱلۡكُفَّارِ وَلۡيَجِدُواْ فِيكُمۡ غِلۡظَةٗۚ ً [التوبة: 123] لأنهم كفار، لا تأخذكم بهم الرحمة والشفقة فلا تقاتلونهم، بل قاتلوهم، واقتلوهم، ما داموا مصرين على الكفر: ﴿فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدٖۚ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [التوبة: 5]، الكافر ليس له جزاء إلاَّ القتل إذا أصر على الكفر، أو يخضع لحكم الإسلام ويدفع الجزية صاغرًا، هذا في الدنيا، وأما في الآخرة فله النار - والعياذ بالله، وهذا أشد من القتل؛ لأنه عدو لله، وعدو لرسوله، وعدو لدينه، فلا تناسب معه الرحمة والشفقة.

فهذه الآية الكريمة مناسبة إيراد الشَّيخ لها في هذا الباب: أنه إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم متصفًا بهذه الصفات التي هي أنه: عربي، يتكلم بلساننا ونفهم لغته، وأنه يشق عليه ما يشق علينا، وأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم، فهل يليق بمن هذه صفاته أن يترك الأمة تقع في الشرك الذي يُبعدها عن الله، ويُسبب لها دخول النار؟ هل يليق بمن هذه صفاته أن يتساهل بأمر الشرك؟ أو أن يتركه ولا يهتم بالتحذير منه؟ لا. لأن هذا هو أعظم الخطر على الأمة؟ وهذا هو الذي يشق على الأمة؛ لأنه يفسد عليها حياتها، ولا يجعل لها مستقبلاً عند الله عز وجل لأن المشرك مستقبله النار، ليس له مستقبل إلا العذاب، فهل يليق بهذا الرسول الذي هذه


الشرح