وقال صلى الله عليه
وسلم: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ
عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ» ([1])، فلم يمنعه من ذلك
إلاَّ خوف المشقة على أمته، وكان يحب تأخير صلاة العشاء إلى ثلث الليل، ولكنه خشي
المشقة على أمته عليه الصلاة والسلام.
وهكذا كل أوامره،
يراعي فيها التوسيع على الأمة، وعدم المشقة، لا يحب لهم المشقة أبدًا، ويحب لهم
دائمًا التيسير عليهم، ولذلك جاءت شريعته سمحة سهلة، كما قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ
فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ﴾ [الحج: 78]، ﴿مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجۡعَلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ حَرَجٖ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمۡ﴾ [المائدة: 6].
ولما ذكر الإفطار في
رمضان للمسافر والمريض ذكر أنه شرع ذلك من أجل التسهيل: ﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ﴾ [البقرة: 185].
هذا من صفة هذا
الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يحب التيسير لأمته، ويكره المشقة عليها.
﴿بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ وخاصة.
﴿رَءُوفٞ رَّحِيمٞ﴾ الرأفة هي: شدَّة الشفقة، ﴿رَّحِيمٞ﴾ يعني: عظيم الرحمة بأمته صلى الله عليه وسلم، أما بالكفَّار فإنه كان شديدًا على الكفَّار، كما وصفه الله - تعالى - بذلك: ﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ﴾ [الفتح: 29]، وكما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [المائدة: 54] يعني: رحماء،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (847)، ومسلم رقم (252).