قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ
وَٱلۡحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6]، أنتم ما وقيتم أنفسكم، ولا وقيتم أهليكم من النار، بل جلبتم النار إلى
بيوتكم.
اتقوا الله يا من
ابتليتم بهذه الآلة الخبيثة، أزيلوها عن بيوتكم، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
«لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا» وأمركم بالعناية بالبيوت، بأن
تعمروها بطاعة الله، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يفرُّ من البيت الذي
تُقرأ فيه سورة البقرة، وقال: «وَلاَ تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ» ([1]) أي: الشياطين، أي
لا تطيق سماع سورة البقرة، فتنبهوا لبيوتكم «لا تجعلوا بيوتكم قبورًا» هذا فيه
العناية بالبيوت المسلمة، وأن لا تُهمل، ولا تُجلب إليها وسائل الشر والتدمير
الخلقي، بل يُعتنى بها غاية الاعتناء، يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيها.
فهذا كما أن في
الحديث الحث على عمارة البيوت بذكر الله فيه النهي عن الصلاة عند القبور؛ من مفهوم
الحديث؛ لأن الذي لا يصلى عنده هو القبر، فالبيت الذي لا يُصلى فيه نافلة، ولا
يُقرأ فيه قرآن، ولا يُدعى فيه صار مثل القبر؛ لأنَّه ممنوع من الصلاة عنده،
والدعاء عنده، فالحديث يدلُّ بمفهومه على منع الصلاة عند القبر، ومنع الدعاء عند
القبور.
الكلمة الثانية، قوله صلى الله
عليه وسلم: «وَلاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا» العيد: اسم لما يعود
ويتكرَّر في اليوم أو في الأسبوع، أو في الشهر، أو في السنَّة، سمي عيدًا من
العود، وهو التكرُّر.
والعيد ينقسم إلى قسمين: عيد زماني، وعيد مكاني.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (804).