×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 معرضون للفتنة، ولا نزكي أنفسنا، ولا نأمن أن نصاب بمثل ما أصيب به أولئك، إذا تساهلنا وغفلنا وتركنا الدعوة إلى الله وتركنا بيان التَّوحيد والتحذير من الشرك فإنه يدب إلينا ما وقع في البلاد المجاورة لنا.

الكلمة الثالثة الواردة في هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: «وَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» هذا أمر بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وقد أمر الله بذلك في محكم كتابه فقال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا [الأحزاب: 56]، أمرنا الله بالصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم، وذكر - سبحانه - أنه هو وملائكته يصلُّون عليه.

والصلاة من الله: ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى. والصلاة من الملائكة: الاستغفار. ومن الآدميين الدعاء كما ذكر الإمام البخاري عن أبي العالية.

وقوله: «صَلُّوا عَلَيَّ» هذا أمر يفيد الوجوب، فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة ومتأكدة، وتجب في بعض المواضع.

فتجب في الخطبتين للجمعة والعيد وخطبة الاستسقاء، وتجب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير في الصلاة، وكذلك تجب الصلاة على رسول الله عند ذكره صلى الله عليه وسلم، وتُستحب في بقية الأحوال، وكلما أكثر الإنسان من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم كثر أجره، كما قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (384).