قوله: «فَإِنَّ
صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي» فالله جل وعلا وكَّل بصلاة المصلين على النبي صلى
الله عليه وسلم من يبلغ الرسول إياها وهو في قبره صلى الله عليه وسلم، ففي أي مكان
صليت عليه فإن صلاتك تبلغه ولو كنت في المشرق أو في المغرب، وهذا من آيات الله
سبحانه وتعالى أنها تُعرض عليه الصلاة كما تعرض عليه الأعمال - أيضًا - وهو في
قبره صلى الله عليه وسلم، وهذا من أمور البرزخ التي لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه
وتعالى.
فقوله: «فَإِنَّ
صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» أي: أينما كنتم في بر، أو في بحر،
قريبين أو بعيدين، في المشرق أو المغرب.
وفي هذا الحديث دليل
على أنه ليس للصلاة عليه عند قبره خاصية، بل إذا قصد الإنسان القبر لأجل الصلاة
عليه فهذا منهي عنه، لكن إذا قصد قبره للسلام عليه ويصلى عليه فهذا مشروع، فتسلم
وتصلي على الرسول عند قبره إذا قدمت من سفر، أما أن تقصده من أجل أن تجلس أو تقف
وتصلي عليه دائمًا فهذا غير مشروع؛ لأنَّه مطلوب منك الصلاة والسلام عليه في أي
مكان.
قال الشيخ في حديث
أبي هريرة: «رواه أبو داود بإسناد حسن» الحسن من الحديث هو: ما دون الصحيح وفوق
الضعيف.
«ورواته ثقات» رواة الحديث ثقات،
جمع: ثقة، إذًا يكون الحديث بهذا حديثًا قويًّا، يصلح للاحتجاج؛ لأنَّه رواه أبو
داود بإسناد حسن، ورجاله كلهم ليس في واحد منهم كلام، فدلَّ على قوة الحديث، هذا
مقصود المؤلف من قوله: «بإسناد حسن، ورواته ثقات» أي: أنه صالح للاحتجاج.