وعن علي بن الحسين رضي الله عنه: أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً
يَجِيءُ إِلَى فُرْجَةٍ كَانَتْ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
فَيَدْخُلُ فِيهَا فَيَدْعُو، فَنَهَاهُ، فَقَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا
سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي، عَنْ جَدِّي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«لاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلاَ بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ؛
فَإِنَّ تَسْلِيمَكُمْ يَبْلُغُنِي أَيْنَمَا كُنْتُمْ» رواه في المختارة ([1]).
قال: «عن علي بن الحسين»
أحد أعلام التابعين، وهو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وجدَّته فاطمة بنت
الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبو جدَّته هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو من
بيت النبوَّة، وهو يلقب بزين العابدين، وهو من كبار أئمة التابعين، رضي الله تعالى
عنه.
«أَنَّهُ رَأَى
رَجُلاً يَجِيءُ إِلَى فُرْجَةٍ كَانَتْ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم » قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته، في حجرة عائشة، وفي أحد الجدران
فُرْجَة، أي: نَقْبٌ في الجدار، رآه هذا الرجل، فصار يتردد، ويأتي ويدخل من هذه
الفُرْجَة، ويدعو عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه علي بن الحسين رحمه
الله نهاه عن ذلك، قال له: لا تفعل هذا، لا تأتِ إلى قبر الرسول، ولا تدع عنده.
وهذا من إنكار المنكر، ولاسيما ما يؤدي إلى الشرك.
فالتردُّدُ على قبر
الرسول والدعاء عنده من وسائل الشرك به، فيجب إنكاره، ولذلك أنكر علي بن الحسين
على هذا الرجل ونهاه.
ثمّ لم يكتف بهذا، بل بيَّن الدليل والحجة على هذا الإنكار، فقال: «ألا أحدثكم حديثًا سمعته عن أبي» يعني: الحسين رضي الله عنه «عن جدَّي» يعني: علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
([1]) أخرجه: أحمد رقم (8804)، وأبو يعلى رقم (469).