×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

«لاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا» هذا مثل ما في حديث أبي هريرة السابق ومعنى اتخاذ القبر عيدًا: بأن يُتردَّدَ عليه، ويجتمع عنده لأجل الدعاء أو التبرك أو الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.

فهذا مثل حديث أبي هريرة الذي قبله إلَّا أنه زاد عليه: الإنكار على من يأتي ويدعو عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو يعد مفسِّرًا لحديث أبي هريرة، يبين معنى اتخاذه عيدًا، وأنه يكون في الدعاء عنده، والتردُّدُ عليه.

ثم قال: «رواه في المختارة» المختارة: اسم كتاب «الأحاديث الجياد المختارة» ومؤلفه هو: عبد الله بن محمَّد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي، ألَّف هذا الكتاب، وجمع فيه الأحاديث الجياد الزائدة على ما في الصحيحين، فهو كالمستدرك، لكنها أحسن من «مستدرك الحاكم».

ما يُستفاد من الآية الكريمة ومن الحديثين:

أوَّلاً: يستفاد من الآية: امتنان الله على هذه الأمة ببعثة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي نعمة عظيمة، قال تعالى: ﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ [آل عمران: 164]، هذه أعظم منَّة على الخلق؛ لأنَّه ببعثة هذا الرسول واتباعه خرجوا من الظلمات إلى النور، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن النار إلى الجنة.

المسألة الثانية: في الآية دليل على صفات عظيمة من صفاته صلى الله عليه وسلم:


الشرح