×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 المسألة الثالثة: في الآية الثانية بيان أن في أهل الكتاب من عبد الطاغوت، بمعنى: أنه دعا غير الله، أو ذبح لغير الله، أو نذر لغير الله، فلا بد أن يكون في هذه الأمة من يعبد الطاغوت تشبُّهًا بهم.

ففيه الرد على من زعم أنه لا يقع في هذه الأمة شرك، لأن الحديث يدلُّ على أنه يوجد من يتشبَّه باليهود والنصارى في عبادة الطاغوت التي منها عبادة القبور والأضرحة، ومنها الحكم بغير ما أنزل الله، ومنها الشيء الكثير، كله من عبادة الطاغوت.

المسألة الرابعة: في الآية الثانية دليل على ذكر عيوب المردود عليه، وذلك في قوله: ﴿مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيۡهِ وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَۚ أُوْلَٰٓئِكَ شَرّٞ مَّكَانٗا وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ [المائدة: 60] ففيه ذكر معائب المردود عليه حتى يَخْتَزِى ويُفْحَم في الخصومة.

المسألة الخامسة: في الآية رد على من يقول: إنه ينبغي ذكر محاسن الطوائف الضالَّة والأشخاص الضالين من المبتدعة وغيرهم، لأن الله ذكر معايبهم، ولم يذكر لهم شيئًا من المحاسن.

ففي الآية ردٌّ صريح على هذه المقالة التي يراد منها السكوت عن البدع والخرافات أو ذكر محاسن المبتدعة والمخالفين للحق.

المسألة السادسة: في الآية الثالثة دليل على أنه كان في الأمم السابقة من يبني المساجد على القبور، فلا بد أن يوجد في هذه الأمة من يبني المساجد على القبور وقد وقع هذا.

ففيه ردٌّ على من زعم أنه لا يقع في هذه الأمة شرك لأن بناء المساجد على القبور وسيلة إلى الشرك.


الشرح