قالوا: أنتم خيرٌ
وأهدى سبيلاً.
والشاهد من الآية
للباب: أنه إذا كان في اليهود من يؤمن بالجبت والطاغوت فسيكون في هذه الأمة من
يفعل ذلك تشبّهًا بهم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أنه يكون في هذه الأمة
من يتشبه باليهود والنصارى، ومن ذلك: التشبه بهم في الإيمان بالجبت والطاغوت.
وكذلك يوجد في هذه
الأمة من يمجِّد الكفار، وينتقص المسلمين، كما كان اليهود يقولون: ﴿هَٰٓؤُلَآءِ أَهۡدَىٰ مِنَ
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ سَبِيلًا﴾، فمن النّاس من يثني اليوم على دول الكفر والإلحاد،
ويصفهم بصفات الكمال والعظمة، ويتنقص المسلمين، ويصفهم بالتأخر والرجعية، إلى
آخره، فهذا شيء موجود.
فدلَّ على أن هذه
الأمة يقع فيها ما وقع في اليهود من الإيمان بالجبت والطاغوت، ومن الشرك بالله عز
وجل.
وكل ما وقع في
اليهود أو في النصارى فإنه سيقع في هذه الأمة من بعض أفرادها أو طوائفها من يفعله
تشبُّهًا بهم، فها هي الأضرحة، والبناء على القبور، والطواف بها، وإقامة الموالد،
والاستغاثة بالأموات، والذبح والنذر لهم موجود، كما كان في اليهود.
وهذا الشاهد من الآية للترجمة.