×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وهذا الحديث خبر بمعنى النهي، أي: لا تتشبَّهوا بهم، ولا تقلِّدوهم، وقد جاء النهي عن التشبُّه بهم بقوله: «لاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَلاَ بِالنَّصَارَى» ([1])، وقوله: «وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([2]).

الشاهد من هذا الحديث واضح: أنه يكون في هذه الأمة من يتشبَّه باليهود والنصارى في كل شيء، واليهود والنصارى يعملون الشرك فلا بد أن يوجد في هذه الأمة من يعمل الشرك مثلهم سواء بسواء.

نعم، اليهود والنصارى بنوا على القبور، فيؤخذ في هذه الأمة من يبني على القبور تشبُّهًا بهم، والنصارى يعملون عيد المولد للمسيح عليه السلام فيُوجد في هذه الأمة من يعمل عيد المولد لمحمد صلى الله عليه وسلم تشبُّهًا بالنصارى.

كما وُجد في اليهود والنصارى من يحلق لحيته ويُوَفِّر شاربه، فوُجد من هذه الأمة من يحلق لحيته ويوفِّر شاربه، إلى غير ذلك من أنواع التشبُّه التي لا تُحصى مصداقًا لقوله من باب التحذير والنهي: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ».

فالشاهد منه: أنه لا بد أن يوجد في هذه الأمة من يتشبَّه باليهود والنصارى في الشرك بالله عز وجل كما أنهم ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ [التوبة: 31] فلا بدَّ أن يوجد في هذه الأمة من يغلو بالأئمة، ويتخذهم أربابًا من دون الله، كما عند


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2695)، وأحمد رقم (7545)، والطبراني في «الأوسط» رقم (1230).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114)، والطبراني في «الأوسط» رقم (8327).