والربا من أكبر
الكبائر بعد الشرك، قد توعَّد الله عليه بأشد الوعيد، كما في آخر سورة البقرة: ﴿ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ
ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ
ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡبَيۡعُ
مِثۡلُ ٱلرِّبَوٰاْۗ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ فَمَن
جَآءَهُۥ مَوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمۡرُهُۥٓ
إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَنۡ عَادَ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا
خَٰلِدُونَ ٢٧ يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِۗ وَٱللَّهُ لَا
يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ٢٧﴾ [البقرة: 275 - 276] إلى قوله تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ﴾ [البقرة: 281]، وقد لعن النبي صلى
الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وشاهديه، وكاتبه، فالربا من أعظم الكبائر بعد
الشرك.
قوله: «وَأَكْلُ
الرِّبَا» ليس المراد خصوص الأكل، وإنما كل الاستعمالات: من أكله ولبسه وإهدائه، إلى
غيره، كل استعمالات الربا حرام، وكذلك من ادَّخره عنده أو جعله رصيدًا له في
البنك.
وإنما ذكر الأكل لأنه
غالب وجوه الانتفاع، وإلاَّ فكل وجوه استعمالات الربا محرَّمة.
قال صلى الله عليه وسلم: «وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ» المراد باليتيم: من مات أبوه وهو دون البلوغ، والواجب الإحسان إلى اليتيم؛ لأنه فقد أباه وعطفَه، فيجب على المسلمين أن يسدُّوا محلَّ والده بالإحسان إليه ورعايته، وإن كان له مال فيجب أن يُحافظ عليه حتى يبلغ رشيدًا، ويُسلَّم له ماله بالتمام، كما قال تعالى: ﴿وَٱبۡتَلُواْ ٱلۡيَتَٰمَىٰ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغُواْ ٱلنِّكَاحَ فَإِنۡ ءَانَسۡتُم مِّنۡهُمۡ رُشۡدٗا فَٱدۡفَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ أَمۡوَٰلَهُمۡۖ وَلَا تَأۡكُلُوهَآ إِسۡرَافٗا وَبِدَارًا أَن يَكۡبَرُواْۚ﴾ [النساء: 6] إلى قوله