×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 كما قال بعضهم: «يُفسد النمَّام في ساعة ما يُفسده الساحر في سنة»؛ فالنميمة أشدُّ تأثيرًا من السحر، لأنها تفرِّق بين المسلمين والسحر إنما يؤثر فيمن وقع عليه.

والنميمة معناها: نقل الحديث بين النَّاس على وجه الوشاية والإفساد، يذهب إلى شخص فيقول له: إن فلانًا يسبُّك ويتنقَّصُك، ويقول فيك كيت وكيت. ثمَّ يغضب هذا الشخص على فلان. ثمَّ يذهب إلى الثاني، ويقول: إن فلانًا يقول فيك كذا وكذا، ويسبُّك، ويتنقَّصك؛ فيغضب هذا على هذا، وهذا على هذا، ثمَّ تقوم القطيعة بين الوالد وولده، وبين الأخ وأخيه، وبين المسلم وأخيه المسلم، حتى ربَّما تقوم الحروب الطاحنة بين النَّاس بسبب النميمة.

والنميمة من الكبائر، وقد بيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم أن النميمةَ من أسباب عذاب القبر؛ كما جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا الآْخَرُ فَكَانَ لاَ يَسْتَبْرِئُ مِنْ بَوْلِهِ» ([1])

فدلَّ على أن النميمة تسبِّبُ عذاب القبر.

وفي الحديث الصحيح: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ» ([2]) وفي رواية: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ» ([3])


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (215)، ومسلم رقم (292).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (579)، ومسلم رقم (105).

([3])  أخرجه:مسلم رقم (105)