. ولهما عن
ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ مِنَ
الْبَيَانِ لَسِحْرًا» ([1]).
****
والنمام ليس له حكم
الساحر؛ فلا يكفر كما يكفر الساحر.
وإنما النميمة
محرَّمة كما يحرُم السحر، إلَّا أن السحر كفر، والنميمة فسق.
قال: «ولهما» أي للشيخين:
البخاري ومسلم.
من حديث ابن عمر رضي
الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ
لَسِحْرًا» البيان هو: البلاغة والفصاحة؛ لأن النَّاس يُصغون إلى المتكلِّم
إذا كان فصيحًا في كلامه، وبليغًا في منطقه، بخلاف ما إذا كان ثَرْثَارًا، فإنهم
لا يُصغون إلى كلامه، ويستثقلونه، ويملُّون من سماعه، فإن استعمل هذه القوَّة
البيانيَّة في الخير والدفاع عن الحق، والردِّ على الباطل، فهو مأجور، أما إن
استعملها بضدِّ ذلك، فاستعملها في نُصرة الباطل، وهدم الحق فهو آثم، وهذا هو
المذموم.
والنبي صلى الله
عليه وسلم لم يذم البيان مطلقًا، وإنما ذم البيان الذي يقلب الحق باطلاً والباطل
حقًّا، فإن البليغ الفصيح يستطيع بأسلوبه أن يزيِّن للناس الباطل، وأن يزوِّره
بكلامه حتى يظنُّوه صحيحًا، ويستطيع أن يؤثِّر على الحق حتى يُخيَّل إلى النَّاس
أنه باطل.
فالواجب على المسلم إذا أعطاه الله مقدرة في الكلام والمحاورة أن يستعمل هذا في طاعة الله سبحانه وتعالى وفي الدعوة إلى الخير، وترغيب النَّاس في الخير، وتنفيرهم من الشرِّ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4851).