أما أن يستعمله بضدِّ ذلك بأن يستعمله بالكلام في أعراض العلماء وتبديعهم، وتجهيلهم؛ فهذا من السحر.
أو يستعمله في تزيين
الشرك، وعبادة القبور، وتزيين البدع والخرافات والمحدثات؛ فهذا من السحر؛ لأن
السحر يقلب الحق باطلاً والباطل حقًّا، كذلك البليغ الذي يستعمل فصاحته في الدعوة
إلى الشر.
وما ضلَّ كثير من
النَّاس إلاَّ بسبب الدعاة البُلغاء، إما في الإذاعات، وإما في الصحف، وإما فوق
المنابر، وإما في مدرَّجات الجامعات، إذا تكلموا استمالوا الحاضرين، وملؤوا
أدمغتهم بكلام مزوَّر، حتى يخرجوا وهم يُبغضون الحق ويحبون الباطل - والعياذ بالله
- فهذا خطر عظيم.
ما يُستفاد من هذه
الأحاديث:
أوَّلاً: في حديث قبيصة رضي
الله عنه «أَنَّ الْعِيَافَةَ، وَالطَّرْقَ، وَالطِّيَرَةَ مِنَ الْجِبْتِ»،
والجبتُ هو السحر، وكما سبق: أن الجبت كلمة عامة تشمل السحر، وتشمل الكِهانة،
وتشمل العِيَافة، وتشمل الخطَّ يخطُّ في الأرض. يعني: تشمل كل ما فيه ادَّعاءٌ
لعلم الغيب.
ثانيًا: في حديث ابن عباس
تحريم تعلُّم التنجيم، وأنه نوع من أنواع السحر.
ثالثًا: في حديث أبي هريرة أن عقد الخيوط والنفث فيها بقصد التأثير والإضرار على النَّاس أن هذا سحر، ومن سحر فقد أشرك، فالسحر نوع من أنواع الشرك؛ لأن الساحر يستعين بالشيطان، ويتقرَّب إلى الشيطان، وهذا هو الشرك.