×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ» ([1]) رواه مسلم.

****

 ومن عبد الشياطين والمخلوقين والقبوريِّين وغير ذلك وَكَله الله إليهم يوم القيامة، يقول لهم: اذهبوا إلى من كنتم تعبدونهم في الدنيا، وإذا ذهبوا إليهم تبرأوا منهم: ﴿إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ [البقرة: 166]، ﴿وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَهُمۡ عَن دُعَآئِهِمۡ غَٰفِلُونَ [الأحقاف: 5]، هذا في الدُّنيا.

وفي الآخرة: ﴿وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمۡ أَعۡدَآءٗ وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمۡ كَٰفِرِينَ [الأحقاف: 6]، وقت الحاجة ووقت الخطر كفروا بعبادتهم وتبرؤوا منهم، فيذهبون إلى النار؛ لأنهم لم يعقدوا مع الله صلة تصلهم بالله عز وجل، ولم يعبدوا الله ويوحِّدوه، بل عبدوا غيره.

قال: «وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ ؟»» العضه: السحر، أي: ما هو السحر؟.

وهذا فيه التعليم بطريقة السؤال والجواب؛ لأن ذلك أوقعُ في النفس، إذا صار الشيء مهمًّا وخطيرًا فإنه يُلقى على النَّاس بطريق السؤال، من أجل أن يتنبَّهوا.

ثمَّ قال صلى الله عليه وسلم في الجواب: «هِيَ النَّمِيمَةُ» وهذا لبيان خطر النميمة، كأن النبي صلى الله عليه وسلم حصر السحر فيها تحذيرًا منها.

ولماذا صارت النميمة بهذه الخطورة؟ لأن النميمة تعمل عمل السحر، فتفرِّق بين النَّاس كما يفرِّق بينهم السحر، بل هي أشد،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2606).