فمن ذهب إلى مشعوذ يريد منه العلاج والشفاء من
المرض وَكَله الله سبحانه وتعالى إليه، ومن سأل كاهنًا أو عرَّافًا عن شيء من
الأشياء وَكَله الله إليه.
ومن توكَّل على
الله، وتعلَّق بالله سبحانه وتعالى وخاف الله ورجاه فإن الله يتولَّى أمره؛ كما
قال تعالى: ﴿وَمَن
يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ
قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا﴾ [الطلاق: 3] فالذي يتوكَّل على الله،
ويؤمن بالله، ويعتمد على الله؛ فإن الله يكفيه، ويصونه من شر عباده، قال تعالى ﴿أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ
عَبۡدَهُۥۖ﴾ [الزمر: 36].
فمن توكَّل على الله
كفاه، ومن توكل على غير الله وَكَله الله إلى ضعيف، عاجز لا يُغني عنه من الله
شيئًا، لا في الدُّنيا ولا في الآخرة.
أما في الدُّنيا
فيكِله الله إلى هؤلاء الذين يضلُّونه، ويُفسدون عقيدته، أو يوهِّمونه، ويتسلَّطون
عليه حتى يعيش عيشة القلق والأوهام والضَّعف والخَوَر.
ولذلك نجد
الخرافيِّين والقبوريين دائمًا في قلق، ودائمًا في خوف، ودائمًا في ذلٍّ، لأنهم
تعلَّقوا بغير الله.
أما في الآخرة
فمعلوم مصيره إن لم يتب.
ونجد الموحِّدين
الصادقين في قوة وفي أمن، وفي سرور بال وراحة نفس وطُمأنينة؛ لأنهم توكَّلوا على
الله.
ومن عبد الله وحده تولى الله أمره في الدُنيا والآخرة، ونجَّاه من العذاب، وأدخله الجنة.