وقد يضرُّ من وُجِّه إليه بإذن الله سبحانه
وتعالى كما قال تعالى: ﴿وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ﴾ [البقرة: 102].
وقد أمر الله نبيَّه
بالاستعاذة منه في سورة الفلق، قال تعالى: ﴿وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ﴾ [الفلق: 4]، ﴿ٱلنَّفَّٰثَٰتِ﴾: السواحر، و﴿ٱلۡعُقَدِ﴾ هي: العُقد التي في
الخيوط.
وقوله: «فَقَدْ سَحَرَ»
يدل على أن هذا العمل سحر.
وقوله: «وَمَنْ سَحَرَ
فَقَدْ أَشْرَكَ» هذا هو الشاهد من الحديث؛ أن من أنواع الشرك: عقد العُقد
والنفث فيها بقصد السحر، لأن الساحر لا يتوصَّل إلى سحره إلَّا بالاستعانة بالشياطين،
وإذا استعان بالشياطين فقد أشرك بالله عز وجل.
قوله: «وَمَنْ
تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ» أي: من اعتقد في شيء من دون الله أنه ينفع أو يضر
وَكَله الله إلى ذلك الشيء.
فمن اعتقد في السحرة والكُهَّان والمشعوذين والمنجِّمين والأموات والأولياء أنهم ينفعون أو يضرُّون من دون الله وُكِل إليهم؛ عقوبةً له، وتخلَّى الله سبحانه وتعالى عنه، وَوَكَله إلى هؤلاء الذين لا يملكون ضرًّا ولا نفعًا، ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا، وتنقطع صلته بالله الذي بيده المُلْك، والذي بيده الخير، والذي يرحم عباده ويرزقهم، ويكلِه الله إلى هذه المخلوقات الضعيفة؛ لأنه اعتمد عليها، وتوكَّل عليها، وخاف منها، ورجاها، فيوكل إليها.