×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وللنسائي من حديث أبي هريرة: «مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ» ([1]).

****

أما تعلُّم حساب منازل القمر من أجل معرفة مواقيت العبادات، ومواقيت الزراعة والبذور؛ فلا بأس به، وهذا ما يسمِّيه العلماء بعلم التَّسْيِير.

وأما الاعتقاد بالنجوم بأنها تؤثِّر فهو علم التَّأْثير، وهو المحرَّم.

قوله: «اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ» وهذا هو الشاهد من الحديث للباب؛ حيث دلَّ على أن التنجيم نوع من أنواع السحر؛ لأن كلًّا من المنجِّم والساحر يدَّعي علم الغيب الذي اختص الله تعالى بعلمه.

وقوله: «زَادَ مَا زَادَ» يعني: كل ما زاد من الاقتباس زاد من السحر، فمُقِلٌّ ومُسْتَكْثِر، فهذا تحذير من الرسول صلى الله عليه وسلم.

فالإنسان لا يجوز له أن يتعلّم التنجيم الذي عليه المشركون؛ لأنَّه سحر وشرك بالله عز وجل، وادِّعاءٌ لعلم الغيب الذي لا يعلمه إلاّ الله سبحانه وتعالى.

والنجوم إنما خُلقت لفوائد بيّنها الله سبحانه وتعالى في كتابه.

قال: «وللنسائي من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً» هذا من عمل السحرة؛ يعقدون الخيوط ثمَّ ينفثون فيها، والنفث هو: النفخ مع الرِّيق، ينفث فيها من ريقه الخبيث؛ لأنه متكيِّف بالشيطان، فريقه ممزوج بالخُبث وتأثير الشيطان.


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي رقم (4079)، والطبراني في «الأوسط» رقم (1469).