×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ» ([1]) رواه أبو داود، وإسناده صحيح.

****

 في هذه الأحاديث بيان أنواع أُخرى من أنواع السحر؛ يتعاطاها بعض الناس.

قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً» يعني: تعلَّم. والشُّعبة: الطائفة أو القطعة.

«مِنَ النُّجُومِ» يعني: من علم التنجيم.

والتنجيم معناه: اعتقاد أن النجوم تؤثِّر في الكون؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - هو: نِسبة الحوادث الأرضيَّة إلى الأحوال الفلكيَّة.

ولا تزال آثار هذه الخصلة الجاهلية في عصرنا الحاضر فيما يظهر عند المنجِّمين والذين يذهبون إليهم، وبما يُكتب في بعض الصُّحف والمجلاَّت من أحوال البُرُوج؛ لأن نسبة هذه الأمور إليها في طلوعها أو غروبها، أو إلى الأفلاك في تحرُّكها؛ شرك بالله عز وجل، لأن الذي يدبِّر النجوم، ويدبِّر الأفلاك، ويدبِّر الكون كله هو الله سبحانه وتعالى فيجب أن نؤمن بذلك، أما النجوم، وأما الأفلاك، وأما جميع المخلوقات فليس لها تدبير، وليس لها إحْداث شيء، أو جَلْبُ نفع، أو دفع ضر إلَّا بإذن الله سبحانه وتعالى فالأمر يرجع كلُّه إلى الله، ويجب على المسلم أن يعتمد على الله، وأن يتوكَّل على الله، ولا يتأثَّر بما يقوله المنجِّمون والفلكيُّون.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3907)، وابن ماجه رقم (3726)، وأحمد رقم (2841).