×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدَّقَهُ فِيمَا يَقُولُ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا» ([1]).

****

أما المجتمعات الهمجيَّة، والمجتمعات التي فشا فيها الجهل والخرافات، فإن الكُهَّان يكثرون فيها، وتكون لهم سوق رائجة فيها، كما كانت لهم في الجاهلية.

فمن أجل ذلك عقد الشَّيخ رحمه الله هذا الباب في موضوع الكُهَّان، وبيان حكمهم، وحكم من يأتي إليهم وحكم من يسألهم ويصدَّقهم؛ من أجل أن يكون المسلمون على حذر منهم، وأن لا يغتروا بهم، ولو ظهروا للناس باسم أطبَّاء أو معالجين أو أصحاب خِبرة، فإن هذه الأسماء أسماء خدَّاعة، لا تغيِّر الحقيقة، فالكاهن كاهن مهما تسمَّى بالأسماء التي يستتر بها.

قال: «روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم » ورد في رواية أخرى بأنها حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

«عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا» العرَّاف قيل: هو الذي يُخبر عن الأمور الغائبة عن طريق الحَدْس والتَّخمين والظَّن. وقيل: هو الكاهن؛ فلا فرق بينهما - كما سيأتي في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - أن العرَّاف اسم عام يدخل فيه كلُّ من أخبر عن المغيِّبات، سواء عن طريق الشياطين، أو عن طريق الحَدْس والتَّخمين، أو عن طريق الخطِّ في الرَّمل، أو غير ذلك؛ فالعرَّاف: اسم عام لكل من يُخبر عن المغيِّبات بأي


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2230).