×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وعن عمران بن حصين مرفوعًا: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ، أَوْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ، أَوْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ، وَمَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم » ([1]) رواه البزار بإسناد جيد.

****

الله على رسوله محمَّد صلى الله عليه وسلم، والذي أنزل الله على رسوله هو الكتاب والسنَّة.

المسألة الخامسة: تدلُّ هذه الأحاديث على وجوب معاقبة الكهان ومن يذهب إليهم من قِبَل ولاة الأمور، لأجل إراحة المسلمين من شرِّهم، ووقاية المجتمع من خطرهم، لأن خطر الكُهَّان في المجتمع خطر شديد يقضي على عقيدة التَّوحيد، وينشر الخوف والرُّعب بين الناس، لأن هؤلاء الكُهَّان يُرهبون النَّاس بما يقولون لهم من الكذب والوعيد والترهيب حتى يخيفوهم، كما قال تعالى: ﴿وَأَنَّهُۥ كَانَ رِجَالٞ مِّنَ ٱلۡإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٖ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَزَادُوهُمۡ رَهَقٗا [الجن: 6]، يعني: خوفًا.

فهؤلاء وجودهم في المجتمع يسبب الإرهاب، ويسبب التشويش على عقول الناس، والخوف، ويروِّجون الكذب والشر، حتى يُصبح النَّاس في خوف وقلق بسبب الكهَّان، يأتونهم ويقولون لأحدهم: إن فلانًا عمل لك سحرًا، أو ربطك، أو ربط فيك الجن، أو غير ذلك من أكاذيبهم وإرجافاتهم.

قال: «وعن عمران بن حصين مرفوعًا: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ»» الطيرة: سيأتي لها باب خاص.


الشرح

([1])  أخرجه: البزار رقم (3578)، والطبراني في «الكبير» رقم (355).