قال ابن القيم: «النُّشْرَة:
حلُّ السحر عن المسحور، وهي نوعان:
حلٌّ بسحر مثله،
وهو الذي من عمل الشيطان. وعليه يحمل قول الحسن. فيتقرَّب الناشر والمنتشر إلى
الشيطان بما يحب؛ فيبطل عمله عن المسحور.
والثاني: النُّشرة
بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة؛ فهذا جائز».
****
وقد جمع ابن القيم رحمه الله بين هذا الحديث
وهذه الآثار في كتابه: «زاد المعاد» فقال: «وهي نوعان: أحدهما: حلٌّ بسحر مثله،
وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يُحمل قول الحسن» يعني: في قوله السابق: «لاَ
يَحُلُّ السِّحْرَ إِلاَّ سَاحِرٌ» وقصده: حلُّ السحر بسحر مثله، وهذه هي
النُّشرة التي سُئل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله: «فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب» النَّاشر هو: الذي يعمل النُّشرة. والمنتشر هو: الذي تُعمل له النُّشرة، كلٌّ منهما - المريض والساحر - يتقرَّب إلى الشيطان بما يحبُّه، فيخضعان له، فيطيعانه فيما يريده منهما من الشرك والكفر بالله عز وجل وفعل المحرمات، فيُبطل الشيطان عمله عن المسحور، لأنَّ السحر من عمل الشيطان، وذلك في مقابل إفساد دينهم وعقيدتهم؛ فهذا هو الممنوع.