×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 فلا يجوز لمن أصابه السحر أن يذهب إلى السحرة؛ لأنَّه إذا ذهب إلى السَّحرة فإنه حينئذ يتقرَّب إلى الشيطان بما يحبُّ، وحينئذ يُزيل الشيطان عمله عن المسحور، لكن بعدما يفسد عقيدته ودينه، فيخسر الدُّنيا والآخرة.

قال الإمام ابن القيم: «والثاني: النُّشْرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة؛ فهذا جائز» أي: النَّوع الثَّاني من النُّشْرة: حلُّ السحر بغير السِّحر ممَّا أباحه الله عز وجل فالله ما أنزل داءً إلَّا أنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله، والسحر داء ولا بد أن الله أنزل له شفاء.

أما حَلُّ السحر «بالرقية» بأن يُقرأ على المسحور من كتاب الله عز وجل فتُقرأ عليه الفاتحة التي هي أعظم الرقى، ويقرأ عليه الآيات التي تتعلَّق بذكر السحر وإبطاله، مثل قوله تعالى في سورة الأعراف: ﴿وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَلۡقِ عَصَاكَۖ فَإِذَا هِيَ تَلۡقَفُ مَا يَأۡفِكُونَ ١١٧ فَوَقَعَ ٱلۡحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١١٨  فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَٱنقَلَبُواْ صَٰغِرِينَ ١١٩ وَأُلۡقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَٰجِدِينَ ١٢ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٢١ رَبِّ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ١٢٢ [الأعراف: 117- 122]، وفي سورة يونس: ﴿فَلَمَّآ أَلۡقَوۡاْ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئۡتُم بِهِ ٱلسِّحۡرُۖ إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبۡطِلُهُۥٓ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُصۡلِحُ عَمَلَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ ٨١ وَيُحِقُّ ٱللَّهُ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٨٢ [يونس: 81- 82]، وفي سورة طه: ﴿وَأَلۡقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلۡقَفۡ مَا صَنَعُوٓاْۖ إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيۡدُ سَٰحِرٖۖ وَلَا يُفۡلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيۡثُ أَتَىٰ ٦٩ فَأُلۡقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّدٗا قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ هَٰرُونَ وَمُوسَىٰ ٧ [طه: 69 - 70].


الشرح