×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

إِذَنْ؛ ليس من يُؤَوِّل الصِّفات أَوْ يُفوِّضُها من أَهْل السُّنَّةِ والجماعةِ في هذا الباب، وإِنْ كان منهم في أَبْوابٍ أُخْرى لا يُخالفهم فيها.

10- ثُمَّ يُضيف الشَّيخ إلى مذهب السَّلَف ما ليس منه، فيقول: «وخُلاصةُ مذهب السَّلَف أَنَّه يجب علينا أَنْ نَصِف الله تعالى بجميع ما وَصَف نفسَه به من صِفاتٍ على ما يليق به سبحانه، فتنزهه جل وعلا عن الجِسْميَّةِ والشَّكْلِ والصُّورةِ».

فقوله: «نُنزِّهه عن الجِسْميَّةِ والشَّكْلِ والصُّورةِ»؛ هذا ليس من مذهب السَّلَف، فهم ينفون ما نفاه الله عن نفسه، ولم يَرِدْ نفْي الجِسْم والشَّكْلِ، فهم يمْسكون عن ذلك، ويكتفون بقوله تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ [الشورى: 11] وأَمثالِه من النَّفْي المُجْمَلِ.

وأَمَّا الصُّورة؛ فقد وَرَد في الأَحاديث إِثْباتُها في حقِّ الله تعالى؛ فهم لا ينفونها.

11- يسوِّغ تأَوِيل بعض الصِّفات، حيث يقول: «لذلك مالوا «يعني: الخَلَف» إِلَى التَّأْوِيل في بعض الصِّفات التي تُوهِم التَّشبيهَ؛ كالاستواءِ، والنُّزولِ، والإِتْيان، والمجيءِ، لأَنَّ عصْرَهم الذي عاشوا فيه لم يكن كالعصْرِ السَّابقِ: عصْر التَّسْليم والتَّفْويضِ، وإِنَّما عصْرُ الجَدَلِ والمُناظرةِ، فهم لم يُؤَوِّلوا عن هوًى ومكابرةٍ، وإِنَّما أَوَّلوا عن حاجةٍ واضْطرارٍ؛ لدفع شَغَب المُجادِلين في صفات الله بالباطل، ومن ذلك الحين اشتهر لعلماء أَهْل السُّنَّة مذهبان اثْنان هُمَا: مذهبُ أَهْل التَّفْويض، ومذهبُ أَهْل التَّأوِيل، أَمَّا المذهبُ الأَوَّلُ؛ فهو المشْهور بمذهب السَّلَف، والمذهبُ الثَّاني هو المشهور بمذهب الخَلَف، وكلُّ من المذهبين منسوبٌ إلى أَهْل السُّنَّة» انتهى.


الشرح