×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

12- يُكرِّر أَنَّ مذهب َالسَّلَف هو التَّفويض، ومذهبَ الخَلَف هو التَّأْوِيل، ويقول: «إِنَّما كان المحقِّقون منهم «يعني: أصحاب المذهبين» يُفضِّلون مذهب السَّلَف، فيقولون: هو أَسْلمُ، والبعض منهم كان يرجِّح مذهب الخَلَف؛ دِفاعًا لشُبُهات الزَّائغين، ويقول: هو أَحْكمُ، مع اعتقادهم جميعًا بصفات الله تعالى؛ دون تعْطيلٍ أَوْ تجسيمٍ؛ خلافًا للمُعتزِلةِ والجَهْميَّةِ، فكان الخِلاف بين الفاضلِِ والأَفْضلِ».

والجواب أَنْ نقول:

أ- قد بينَّا فيما سبق مرارًا أَنَّ مذهب السَّلَف في الصِّفات هو اعتقادُ ما دلَّت عليه النُّصوص؛ من غير تشبيهٍ ولا تعْطيلٍ، وليس هو التَّفويض، فنِسْبته إليهم زُورٌ وبُهْتانٌ، وهم منه بُرَآءُ، فكلٌّ مِن التَّفويضِ والتَّأْوِيلِ من مذاهب الخَلَف المُحدَثةِ، وليس فيهما مفضولٌ ولا فاضلٌ، بل كِلاهما زُورٌ وباطلٌ.

ب- قولُه: «مع اعتقادهم جميعًا بصفات الله تعالى؛ دون تعْطيلٍ أَوْ تَجْسيمٍ»؛ قولٌ فيه مُغالطةٌ، إِذْ كيف يُقال: إِنَّ مَن يُؤَوِّل صفات الله عن مدلولها، فيُؤِّول اليدَ بالقُدْرة، والاستواءَ بالاستيلاءِ والرَّحْمةَ بالنِّعْمةِ، كيف يُقال مع هذا: إِنَّه يعتقد هذه الصِّفات دون تعطيلٍ؟!، أَلَيس فعلُه هذا هو التَّعطيلُ بعيْنِه؟ !

13- قال: «وإِذَا كان مَن أَوَّل الصِّفات ضالًّا؛ فنُضلِّل السَّلَفَ الصَّالحَ جميعًا؛ لأَنَّهم أَوَّلوا قولَه تعالى: ﴿مَا يَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ ثَلَٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ وَلَا خَمۡسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمۡ [المجادلة: 7] ؛ قالوا: مَعَهُمْ بعِلْمِه لا بذاتِه، وأَوَّلُوا قولَه تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ [الحديد: 4] ؛


الشرح