×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

 «قد رُوِي عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بإسنادٍ لا يثْبُت، والمشهور إِنَّما هو عن ابن عَبَّاسٍ، ومن تدبَّر اللَّفظَ المنقولَ؛ تبيَّن له أَنَّه لا إِشْكال فيه إلاَّ على من لمْ يتدبَّرْه؛ فإِنَّه قال: «يَمِينُ اللهِ فِي الأَْرْضِ»، فقيَّده بقوله: «في الأَرْض»، ولمْ يطلق فيقول: يمين الله. وحُكْم اللَّفظِ المُقيَّدِ يُخالف حُكْمَ اللَّفظِ المُطلَقِ. ثُمَّ قال: «فَمَنْ صَافَحَهُ وَقَبَّلَهُ؛ فَكَأَنَّمَا صَافَحَ اللهَ وَقَبَّلَ يَمِينَهُ» معلومٌ أَنَّ المُشبَّهَ غيرُ المُشبَّهِ بِهِ، وهذا صريحٌ في أَنَّ المُصافحَ لمْ يُصافحْ يَمِينَ الله أصلاً، ولكنْ شُبِّه بمَنْ يُصافح الله، فأَوَّلُ الحديث وآخِرُه يُبيِّن أَنَّ الحَجَرَ ليس من صفات الله؛ كما هو معلومٌ عند كلِّ عاقلٍ» انتهى.

وقد تبيَّن بهذا أَوَّلاً: أَنَّ الحديث ليس بصحيحٍ كما توهَّمه الصَّابونيُّ.

وثانيًا: ليس فيه دَلالةٌ على تأَوِيل الصِّفات.

ب- وقولُه تعالى: ﴿تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا [القمر: 14] ؛ معناه: بمرأًى منا، ولا يُفهم من ظاهر الآية ما قاله فضيلةُ الشَّيخ أَنَّ السَّفينة تجري في عيْن الله، وليس هو ظاهر اللَّفظ حتَّى يحتاج إِلَى تأَوِيل؛ لأَنَّه قال: ﴿بِأَعۡيُنِنَا، ولمْ يقل: في أَعْيُنِنا، ومعلومٌ الفرْقُ بين اللَّفظتَينِ، فهي كقوله: ﴿وَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعۡيُنِنَاۖ [الطور: 48].

قال الشَّوكانِيُّ في «فتح القدير»: «﴿فَإِنَّكَ بِأَعۡيُنِنَاۖ؛ أيْ: بمرأًى منا، ومنظرٍ منا، وفي حفْظِنا وحمايتِنا؛ فلا تُبال بِهم».

ج- وأَمَّا حديث: «كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ... إلخ»؛ فأَوَّلُ الحديث وآخِرُه يُبيِّن المرادَ منه، وهو أَنَّ العبدَ إِذَا اجْتهد بالتَّقرُّب إِلَى الله بالفرائض، ثُمَّ بالنَّوافل؛ أَحبَّه الله، وسدَّده في جميع تصرُّفاته.


الشرح