×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

عَرَفَةَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وهو على عرشه، فإِنْ عُلُوَّهُ سبحانه على سماواته من لوازم ذاته، فلا يكون قط إلاَّ عاليًا، ولا يكون فوقه شيءٌ البتَّة؛ كما قال أعلم الخلْق: «وَأَنْتَ الظَّاهِرُ؛ فَلَيسَ فَوقَكَ شَيءٌ»، وهو سبحانه قريبٌ في عُلُوِّهِ، عالٍ في قُرْبِهِ...».

إِلَى أَنْ قال: «والذي يُسهِّل عليك فهْمَ هذا معرفةُ عَظَمة الرَّبِّ، وإِحاطتِه بخلْقه، وأَنَّ السَّماواتِ السَّبْعَ في يده كخَرْدَلَةٍ في يد العبد، وأَنَّه سبحانه يقبض السَّماوات بيده والأَرْضَ بيده الأُخْرى ثُمَّ يهزُّهنَّ. فكيف يستحيل في حقِّ مَن هذا بعضُ عَظَمته أَنْ يكون فوق عرشه ويقرب من خلْقه كيف شاء وهو على العرش؟ !». انتهى.

15- يُدافع الشَّيخُ الصَّابونِيُّ عن الذين يُؤَوِّلون الصِّفات، فيقول: «إِنَّهم ما أَنْكروا الصِّفات كما فعل الجَهْمِيَّةُ والمُعْتَزِلَةُ، وإِنَّما أَوَّلُوها بما يحتمله اللَّفظ؛ دفعًا للتَّشْبيه والتَّجْسيم...» إلخ.

ونقول له: هذه مغالطةٌ منك؛ لأَنَّ مَن أَوَّل الصِّفات عن مدلولها الصَّحيحِ ومعناها الصَّريح؛ كمَن أَوَّل اليَدَ بالنِّعْمة، والاستواءَ على العرش بالاستيلاءِ عليه، والوَجْهَ بالذَّات؛ أَليس هو بذلك قد نفى اليَدَ الحقيقيَّة والاستواءَ الحقيقيَّ والوجْهَ الحقيقيَّ وصرفها إِلَى معانٍ غيرِ مقصودة باللَّفظ أَصْلاً؟ ! فكيف لا يكون مع ذلك قد نفى الصِّفات؟ !.

16- ثُمَّ يُواصل الدِّفاع عنهم، فيقول: «ثُمَّ هُمْ يقولون في المجيئ والإِتْيان: إِنَّ المُطلَق يُحمَل على المُقيَّد، فقوله تعالى: ﴿وَجَآءَ رَبُّكَ [الفجر: 22]، وقوله: ﴿أَوۡ يَأۡتِيَ رَبُّكَ [الأنعام: 158] ؛ يُحمَل على المُقيَّد في قوله تعالى: ﴿هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَوۡ يَأۡتِيَ أَمۡرُ رَبِّكَۚ [النحل: 33]، فكيف نُكفِّرهم وهم يحتجُّون بالقرآن على بعض التَّأْويلات؟!».


الشرح