×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

بوجود الله وبتوحيد الرُّبوبيَّة، وإِنَّما يُنكِرون توحيد الإِلَهيَّة حيث يعبدون مع الله غيرَه، فالآيات سِيقتْ هي وأَمْثالُها لإِثْبات توحيد الإِلَهيَّة والاستدلالِ عليه بتوحيد الرُّبوبيَّة الذي يعترفون به.

في صفحة (118) بين يدي السُّورة، أَيْ: سورة النَّحْل، يذْكُر في تلك المقدِّمة: أَنَّ سورةَ تُركِّز على الوحدانيَّة والقُدْرةِ، وهذا إِجْمالٌ، فالسورة تُركِّز على توحيد العبادة، والاستدلالِ عليه بتوحيد الرُّبوبيَّة الذي يقِرُّ به المشركون، وهكذا نجد المُؤَلِّفَ دائمًا يتَّجه إِلَى التَّركيز على توحيد الرُّبوبيَّة ويحْمِل الآيات عليه، مع أَنَّ المشركين يقِرُّون به، فلو كان كما فهِم المُؤَلِّف لكان تحصيلَ حاصلٍ، بينما القرآن دائمًا يُركِّز على توحيد العبادة ويستدلُّ عليه بتوحيد الرُّبوبيَّة الذي يقِرُّ به المشركون، لأَنَّ ذلك حُجَّةٌ عليهم فيما أَنْكروه من توحيد الإِلَهيَّة.

في صفحة (119) سطر (19) قولُه: إِنَّه لا معبود إلاَّ اللهُ، وهذا تعبيرٌ ناقصٌ، والصَّواب: أَنْ يقول: لا معبود بحقٍّ إلاَّ اللهُ، لأَنَّ هناك معبوداتٍ بالباطل، فلا بُدَّ من التَّقْيِيد، وقد درَج على هذا التَّعبير في «تفسيره».

في صفحة (126) سطر (3) من الحاشية، يقول نقلاً عن سيِّد قُطب: «فالله سبحانه لا يريد لعباده الشِّرْك»، وهذا النَّفْي فيه إِجمالٌ، لأَنَّ إرادةَ الله على نوعين: إِرَادةٍ كونيَّةٍ وإِرَادةٍ شرعيَّةٍ، فالله أَرَاد الشِّرْك كونًا ولم يُرِدْه شرعًا ولا يرضاه دِينًا، والمشركون يُبَرِّرون شِرْكَهم بأَنَّ الله أَرَاده، وإِذَا أَرَاده فقد رَضِيَه بزعمهم، وفي هذا خلطٌ بيْن الإِرَادتَين، فردَّ الله عليهم بأَنَّه لو رضِيَه لما أَرْسل رُسُلَه بإِنْكاره، فدلَّ على أَنَّه لم يُرِد الشِّرْكَ شرعًا ودِينًا وإِنْ كان أَرَاده كونًا وقدَرًا، والفرق بيْن الإِرَادتين 


الشرح