×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

الأُولى: أَنَّ هذا التَّعبيرَ خلافُ تعبير الآيةِ الكريمةِ، فالله تعالى يقول: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ [الإسراء: 4] ؛ أَيْ: أَعْلمْناهم وأَخْبرناهم في التَّوراة، ولم يقل: قضينا عليهم، إِذْ لو قال ذلك لاختلف المعنى، فالقضاء هنا معناه الإِخْبار فلا يحتاج إِلَى هذا الاحتراز.

الثَّانيةُ: أَنَّ ما حصل من بني إسرائيل لا يخرج عن قضاء الله الكونيِّ وقَدَرِه، فليس هناك شيءٌ يخرج عن قضاءِ الله وقَدَرِه، ولا يمنع هذا أَنْ يكون لهم اختيارٌ وقُدْرةٌ ومشيئةٌ لأَفْعالهم يستحقُّون بمُوجبها الثَّوابَ والعقابَ كما قال تعالى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الإنسان: 30]، ولا يكفي أَنْ يُقال: إِنَّ الله علِم ذلك أَزَلاً وأَخْبر عنه كما يقول المُعلِّق في الحاشية، بل يُقال: إِنَّ الله علِمه وقضاه وقدَّره وكتبَه في اللَّوحِ المحفوظِ.

في صفحة (154) في آخر الصَّفْحة، ذكَر أَحَد المفسِّرين لقوله تعالى: ﴿أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا [الإسراء: 16]، وهو أَنَّ المراد بالأَمْر: الأَمْرُ بالطَّاعة وهو الأَمْرُ الشَّرعيُّ وهو قولٌ في معنى الآية، ولم يذْكُر القولَ الثَّاني وهو أَنَّ المراد بالأَمْر في الآية الأَمْرُ الكونيُّ القَدَريُّ، وهذا قصورٌ أَوْ منقولٌ عن المعتزلة الذين يُنكرون القَدَر.

في صفحة (155) سطر (5- 6)، نقَل عن ابنِ كَثِيرٍ قولَ ابنِ عَبَّاسٍ في تفسير قوله تعالى: ﴿أَمَرۡنَا مُتۡرَفِيهَا، أَنَّه بمعنى سلطانهم دون أَنْ يُشير إِلَى أَنَّ هذا التَّفْسيرَ على قراءة التَّشْديد - أَيْ تَشْديد - الميم في «أمّرنا» كما هو في ابنِ كَثِيرٍ.

في صفحة (172) سطر (19)، قال على قوله: ﴿وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ [الإسراء: 81]،: فلا شِرْكَ ولا وَثَنيَّةَ بعد ِإِشْراقِ نورِ الإِيْمان، في هذا نَظَرٌ،


الشرح