لأَنَّ الشِّرْك والوَثَنيَّةَ لا يزال كلٌّ
منهما موجودًا، فيكون المراد أَنَّ حُجَّةَ الحقِّ ظهرتْ وبطلتْ حُجَّة الباطل
وليس المراد عدمُ وجود الباطل.
في صفحة (173) سطر
(12، 13) قولُه: «فإِنْ كانت نفس الإنسان مُشرقةً صافيةً، صدرت عنه
أَفْعالٌ كريمةٌ»، هذا تعبيرٌ صوفيٌّ اعتزاليٌّ معناه نفْي القَدَر، والحقُّ
أَنْ يُقال: فمن كُتِب من أَهْل السَّعادة فسيعمل بعمل أَهْل السَّعادة، ومن
كُتِب من أَهْل الشَّقاوة، فسيعمل بعمل أَهْل الشقاوة، كما في الحديث الذي بيَّن
سبب السَّعادة والشَّقاوةِ، وكما دلَّ عليه القرآن، وإِشْراق النَّفس سببَه
أَنَّها قد كُتِبتْ من أَهْل السَّعادة.
في صفحة (174) آخر
اللَّطيفة التي ذكَرها في الرَّدِّ على مُنكِر المجاز، لا يصحُّ الاحتجاج بها؛ لأَنَّ
العمى أَنْواعٌ: منه عمى البَصَر ومنه عمى القلْب وهو المراد في الآية، فليس
هو مقصورًا على عمى البَصَر حتَّى يصحَّ الاحتجاجُ بتلك الحِكايةِِِِِ، قال تعالى:
﴿فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى
ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ﴾ [الحج: 46].
في صفحة (185) سطر
(4) من الحاشية: قول سيِّد قُطب فيما نقَله عنه المُؤلِّف في موضوع أَصْحابِ
الكهْف: «وهم لا يطيقون كذلك أَنْ يُداروا القومَ ويعبدوا ما يعبدون من الآلهة على
سبيل التَّقِيَّة ويُخْفوا عبادتَهم الله»، وفي هذا القول مؤاخذةٌ؛ لأَنَّ
الشِّرْك لا يجوز فعلُه من باب التَّقِيَّة، وإِنَّما هذا خاصٌ بالنُّطْق بكلمة
الكُفْر لأَجْل التَّقيَّة مع اطْمئنان القلْب بالإِيْمان وهذا ما نادى به أَصْحاب
الكهْف حيث قالوا ﴿لَن
نَّدۡعُوَاْ مِن دُونِهِۦٓ إِلَٰهٗاۖ﴾ [الكهف: 14].
في صفحة (208) سطر (15) قال على قوله تعالى: ﴿قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَادٗا لِّكَلِمَٰتِ رَبِّي﴾ [الكهف: 109]: هذا تمثيلٌ لسَعَة علْم الله، هذا