كتابًا لا أَزال
مُحتفِظًا به عندي تُنكر فيه عليَّ ما عملْتُه من ملاحظاتٍ وبأُسلوبٍ بذيءٍ
ولاذعٍ! أَفْترى أَنْ نقف بعد هذا التَّصرُّفِ منك مَكْتُوفِي الأَيْدِي ليمُرَّ
كتابُك بسلامٍ؟ ويغترُّ به من ليس على مستوًى عِلْميٍّ جَيِّدٍ فيظُنُّه سليمًا؟
إِنَّ هذا من الخداعِ والخِيانةِ للعلم وعدمِ النَّصيحة للأُمَّة.
الرَّدُّ على
إجاباته عن بعض المُلاحظات:
لقد حاول أَنْ يُجيب
عمَّا لُوحِظَ عليه، والغالب على تلك الإجابة أَنَّها مُجرَّد مهاتراتٍ ليس فيها
إِجابةٌ واحدةٌ صحيحةٌ، ولكنَّ الرَّجُلَ يكثر الكلامَ والمُراوغةَ ليُوهم القارئَ
أَنَّه مُصيبٌ وأَنَّ الملاحظات المُوجَّهةَ إِلَيه خطأٌ، وحقيقة أَمْره أَنَّه
كمن يُفسِّر الماء بعد الجُهْد بالماء، وأَنَا لا أَرُدُّ عليه بالمثْل في
تهجُّماتِه ومهاتراتِه، ولكنْ سأُبيِّن -إِنْ شاء الله- أَنَّه لم يخرج بإجابةٍ
صحيحةٍ.
وحبَّذا لو أَنَّه
اعترف بالخطأ وصحَّحه. أَوْ أجاب إِجابةً مُقنِعةً، وإِلَيك التَّعقيب على بعض
إجاباته باختصارٍ:
1- قال: إِنَّه لمْ يأخذ من
الكُتُب الاعْتزاليَّة إلاَّ النَّواحِي البلاغيَّةُ.
وهذه مغالطةٌ
مكشوفةٌ، وهل أوقعه في الأَخْطاءِ الكثيرةِ في الصِّفات وغيرِها إلاَّ ما نقله عن
تلك الكُتُب بدون تمحيصٍ.
2- قال: إِنَّ إنكاري عليه
إِثْباته المجاز في القرآن يعني تعْرِيَةَ القرآن عن أَخَصِّ خصائِصِه البلاغيَّةِ
والبيانيَّةِ.
وأَقول: يا سبحان الله! كيف
يُجيز لنفسه أَنْ يقول: إِنَّ كلامَ الله غيرُ حقيقة وإِنَّما هو مجازٌ ﴿كَبُرَتۡ كَلِمَةٗ تَخۡرُجُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبٗا﴾ [الكهف: 5]، وإِذَا كان كلامُ الله ليس حقيقةً فماذا يكون؟.