×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

ونقول أيضًا: ليس كلُّ ما جاء في لغة العَرَب يجوز في كلام الله عز وجل، فاللُّغة يجري فيها الكَذِبُ والشَّتْمُ وقولُ الزُّور والمدحُ الكاذبُ والهِجاءُ المُقذِعُ، وهذا ممَّا يُنزَّه عنه كلامُ الله.

ثُمَّ قال أيضًا: أُوصيك أَنْ تقترح على وزارة المعارف إِلْغاءَ مادَّة البلاغة لأَنَّها من البِدَع المستحدثةِ في الدِّين.

وأَقول: ما علاقة تقرير وزارة المعارف لمادة البلاغة بإِثْبات وجود المجاز في القرآن الكريم؟، وهل هذا حُجَّةٌ؟ لكنَّه لا يملك حُجَّةً غيرَ المغالطات. ثُمَّ هل دراسة الشَّيءِ تعني الاعترافَ به أَوْ أَنَّها للاطِّلاع فقط ومعرفةِ الحقِّ من الباطل.

3- أَجاب عن قولي: عن وَدٍّ وسُوَاعٍ ويَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْرٍ: أَنَّها أَسْماء رجالٍ صالحين. بقوله: إِنَّهم ما عبدوا الرِّجال إِنَّما عبدوا الأَصْنام، ثُمَّ تَناقض مع نفسه فقال: فأَصْل هذه أَنَّها أَسْماء رجالٍ صالحين؛ لأَنَّه اضطرَّ إِلَى ذلك بسبب أَنَّه وجد ما يدُلُّ على ذلك في «صحيح البُخَارِيِّ».

4- أَجاب عن اعتراضي عليه: في نفيه التَّعجُّب عن الله، بأَنَّ الذي في الآيةِ الكريمةِ هو قولُه تعالى: ﴿وَكَيۡفَ يُحَكِّمُونَكَ [المائدة: 43] وهذه ليست صيغةَ تعجُّبٍ عنده.

وأقول: إِذَا لم تكن هذه صيغةَ تعجُّبٍ، فما هي صيغة التَّعجُّب في لغة الصَّابوني؟ ومَن هو الذي قال: ﴿وَكَيۡفَ يُحَكِّمُونَكَ ؟ أَلَيس هو الله سبحانه، وهل من تكلَّم بصيغة التَّعجُّب لا يكون متعجِّبًا.

5- لم يرُقه التَّعبير بما عبَّر به الرَّسُول صلى الله عليه وسلم عن نفسه بقوله: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ» ([1]). بل أَصرَّ على قوله: هو سيِّد الكائنات.


الشرح

([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (4308)، وأحمد رقم (10987).