به نفْيُ ما وصَف الله به نفسَه من أَنَّ له
وجْهًا، إِذْ من المعلوم في لغات جميع الأُمَم أَنَّ الوجْهَ غيرُ الذَّات، وفي
الآية قرائنُ تُبطِل هذا التَّأويلَ، ذكَرها ابنُ القَيِّمِ في «الصَّواعق».
في صفحة (318، 320)
سطر (11، 12، 17): فسَّر اسْمَ الله الظَّاهرَ والباطنَ تفسيرًا يُخالف ما
فسَّرهما به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: والظَّاهر بآثار
مخلوقاته، والباطن الذي لا يعرف كُنْهَ حقيقتِه أَحَدٌ، وقال: أَيِ
الظَّاهر للعقول بالأَدِلَّة والبَراهين الدَّالَّةِ على وجوده، والباطن الذي لا
تُدْركه الأَبْصار ولا تصل العقولُ إِلَى معرفة كُنْهِ ذاته، ثُمَّ علَّق على
ذلك بقوله: هذا أَرْجح الأَقْوال في تفسير الظَّاهر والباطنِ، وقد اختاره
أَبُو السّعُودِ والأَلُوسِيُّ، ومن العجب أَنَّه ساق بعده تفسيرَ الرَّسول لهذين
الاسْمَين الكريمَين بما يُبطِل تفسيره هذا، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «وَأَنْتَ
الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ
شَيْءٌ» ([1])، حيث فسَّر صلى
الله عليه وسلم الظُّهورَ بظهور ذاته وعُلُوِّها فوق مخلوقاته، وفسَّر البطونَ
بقُرْبِه من عباده، ولكنْ نعوذ بالله من عمى البصيرة، وذكَر هذا التَّفسيرَ
الباطلَ أَيْضًا في صفحة (219/ س10).
في صفحة (319) سطر (2) قبل الأَخِير: نقَل ترجيحَ الخازن أَنَّ تسبيح الكائنات غيرِ العاقلة يكون بغير القول، وهذا التَّرجيحُ خلاف الظَّاهر ولا دليلَ عليه والله تعالى يقول: ﴿وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ﴾ [الإسراء: 44]، والله قادرٌ على أَنْ يجعل للكائنات نُطْقًا يُناسِبها لا نفهمه نحن فما هذا التَّكلُّف؟!
([1])أخرجه: مسلم رقم (2713).