×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

 لك، فإِنَّ النَّاسَ يُدركون أَنَّ ما بقي من الملاحظات ليس طفيفًا يسيرًا، وأَنَّه بحاجةٍ إلى إِجابةٍ مُقْنِعةٍ أَوْ تسليمٍ ورجوعٍ إِلَى الحقِّ، هدانا الله وإيَّاك وسائر المسلمين للحقِّ والصَّواب.

مقدمة الطَّبْعة الأُولى:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا مُحَمَّدٍ وآلِه وصَحْبِه، وبعد:

فإِنَّ المسلمين بحاجةٍ شديدةٍ إِلَى معرفة معاني كتاب ربِّهم عز وجل ؛ لأَنَّ ذلك وسيلةٌ للعملِ به والانتفاعِ بهديه، وقد قام أَئِمةُ الإِسْلام بهذه المُهمَّةِ خيرَ قيامٍ، ففسَّروا كتاب الله مُعتمدِين في ذلك على تفسير القرآن بالقرآن، ثُمَّ بسنَّة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثُمَّ على أَقْوال الصَّحابةِ والتَّابعين وأَتْباعِهم من القرون المُفضَّلة، وما تقتضيه اللُّغة التي أَنْزل بها، فجاءتْ تفاسيرهم نقيَّةً صافيَّةً من التَّأويلاتِ الباطلةِ والأَهْواءِ المُضلَّة التي غالبًا ما تشتمل عليها تفاسير مَن جاء بعدهم ممَّن لم يَحْذُ حَذْوَهُمْ.

وقد ظهر أخيرًا تفسير للشَّيخ مُحَمَّدٍ عَلِيٍّ الصَّابونيِّ تحت عُنوان: «صفوة التفاسير»، وهو عنوان يُلْفِت النَّظر، لأَنَّه يتضمَّن أَنَّ المُؤَلِّف أَحاط بالتَّفَاسير وانْتقى منها صفْوتَها الصَّافيةَ المُطابقةَ للتَّفسير الصَّحيحِ لكتاب الله، وأَكَّد ذلك بما كتبه تحت العنوان من قوله: «تفسير للقرآن الكريمِ جامع بين المأثورِ والمعقولِ، مستمدٌّ من أوثق كُتُب التَّفْسير»، وكنتُ ممَّن استهواهم هذا العُنْوانُ، فأقبلتُ على قراءة هذا التَّفسيرِ، وسرعان ما تبيَّن لي أَنَّه يشتمل على أخطاءٍ في العقيدة مستمدَّةِ من كُتُب ليست هي أَوْثَق التَّفاسير، وحيث إِنَّ الكتاب قد انتشر ووقع بين يدي كثيرٍ ممَّن قد لا يميِّزون بين الخطأ والصَّواب، لذا رأيتُ أَنَّ أُدوِّن


الشرح