فهل يرى الأُسْتاذ
أَنَّ جهادَ المخالف الذي أَصرَّ على مخالفته وعاند، هل يرى جهاده في سبيل العقيدة
غُلُوًّا وعُنْفًا وتطرُّفًا؟
إذًا: فأَيْن موضوع
الجهاد في سبيل الله؟
وهل الشَّيخ
وأَتْباعه جاهدوا إلاَّ لأَجْل تصحيح العقيدة والقضاءِ على الشِّرْك؟
وهل جاهد الرَّسول
صلى الله عليه وسلم وأَصْحابُه من قبْلُ إلاَّ لأَجْل هذا الغرض؛ فلهم فيهم
القُدْوةُ؟
ثالثًا: وأَمَّا دعواه
أَنَّ من سمات الدَّعْوة تكفيرُ المسلمين؛ فلنترك الجواب عنها للشَّيخ مُحَمَّدِ
بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ نفْسِه.
قال رحمه الله في
رسالته إِلَى السويدي - عالمٍ من أَهْل العِرَاقِ كان قد أَرْسَل إِلَيه كتابًا،
وسأَلَه عمَّا يقول النَّاس فيه - فأَجَابه بهذه الرِّسالة ومنها: «وأُخْبِرك
أَنِّي ولله الحمد مُتْبعٌ، ولست بمبتدِعٌ، عقيدتي وديني الذي أَدِين اللهَ به
مذهبَ أَهْل السُّنَّةِ والجماعةِ الذي عليه أَئِمةُ المسلمين؛ مثلُ الأَئِمَّةِ الأَرْبعةِ
وأَتْباعِهم إِلَى يوم القيامة، لكنِّي بيَّنْتُ للنَّاس إِخْلاصَ الدِّين لله،
ونَهَيْتُهم عن دعوة الأَحْياءِ والأَمْواتِ من الصَّالحين وغيرِهم، وعن
إِشْراكِهم فيما يعبد الله به من الذَّبْح والنَّذْرِ والتَّوكُّلِ والسُّجودِ
وغيرِ ذلك ممَّا هو حقُّ الله الذي لا يشركه فيه مَلَكٌ مُقرَّبٌ ولا نَبِيٌّ
مُرسَلٌ، وهو الذي دعتْ إِلَيه الرُّسُلُ من أَوَّلهم إِلَى آخِرهم وهو الذي عليه
أَهْل السُّنَّةِ والجماعةِ...».
إِلَى أَنْ قال رحمه الله: «ومنها
ما ذكرْتُم أَنِّي أُكفِّر جميعَ النَّاس إلاَّ من اتَّبعني، وأَزْعُمُ أَنَّ
أَنْكحتَهم غيرُ صحيحةٍ، ويا عجبًاـ! كيف يدخل هذا في عقْل عاقلٍ؟ هل يقول هذا
مُسلمٌٌ؟ـ! إِنِّي أَبْرأُ إِلَى الله من هذا القولِ الذي ما يصدر إلاَّ عن
مُختلِّ العقْل».