ثُمَّ قال: «وأَمَّا
التَّكْفير؛ فأَنَا أُكفِّر من عرف دِينَ الرَّسول ثُمَّ بعدما عرَفَه سبَّه،
ونَهَى عنْه، وعادى مَن فعَله، فهذا هو الذي أُكفِّره، وأَكْثَر الأُمَّة ولله
الحمد ليسوا كذلك» ا هـ.
وقال رحمه الله في
رسالة له: «وأَمَّا ما ذُكِر لكم عنِّي، فإِنِّي لم آته بجهالةٍ، بل أَقُول - ولله
الحمدُ والمِنَّةُ، وبه القُوَّةُ: ﴿قُلۡ إِنَّنِي هَدَىٰنِي رَبِّيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ دِينٗا قِيَمٗا مِّلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾ [الأنعام: 161].
ولسْتُ ولله الحمدُ
أَدْعو إِلَى مذهبٍ صوفيٍّ أَوْ فقيهٍ أو متكلِّمٍ أَوْ إِمَامٍ من الأَئِمَّة
الذين أَعْظمُهم؛ مثْلُ ابنِ القَيِّمِ والذَّهَبيِّ وابْنِ كَثِيرٍ وغيرِهم، بل
أَدْعو إِلَى الله وحْدَه لا شريك له، وأَدْعُو إِلَى سُنَّةِ رسول الله صلى الله
عليه وسلم التي أَوْصى بها أَوَّلَ أُمَّتِه وآخِرِهم، وأَرْجو أَنِّي لا أَرُدُّ
الحقَّ إِذَا أَتاني، بل أُشْهِد اللهَ وملائكتَه وجميعَ خلْقِه إِنْ أَتانا منكم
من الحقِّ؛ لأَقْبلنَّه على الرَّأْسِ والعينِ، ولَأَضْرِبَنَّ الجِدارَ بكلِّ ما
خالفَه من أَقْوال أَئِمَّتي حاشا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فإِنَّه لا يقول
إلاَّ الحقَّ» ا هـ.
فهذا منهجُ
الدَّعوة، يصفه لنا إِمام الدَّعوة نفسُه رحمه الله، فهل في هذا غُلُوٌّ وتطرُّفٌ
وتكفيرٌ لجميع المسلمين كما زعم ذلك خصومه؟ـ
إِنَّه يجب عليك
أَيُّها الأُسْتاذُ أَنْ تحاسب نفْسك على ما تقول وتكتب، ولا تُرسلِ القولَ
جُزافًا، وأَنْ تُتثبِّتَ قبل أَنْ تُصْدِرَ الحُكْمَ؛ عملاً بقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ
قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِينَ﴾ [الحجرات: 6].
رابعًا: وأَمَّا دعواه
أَنَّ كتُبَ علماءِ الوَهَّابيَّة تشمل على تكفير المسلمين إلاَّ مَن كان يدين
بدعوتهم؛ فنحن نطالبه أَنْ يُبْرز لنا كتابًا