×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

 قال شَّيخُ الإِسلام ابْنُ تَيْمِيَّةَ: «ثُمَّ القَدْر الذي يُنكَر مِن فعْلِ بعضِهم قليلٌ نزَرٌ مغمورٌ في جنب فضائلِ القوم ومحاسنِهم؛ مِن الإِيْمان باللهِ ورسولِه، والجِهادِ في سبيله، والهِجْرةِ، والنُّصْرةِ، والعلْمِ النَّافعِ، والعملِ الصَّالحِ، ومَن نظَر في سيرة القوم، بعلمٍ وبصيرةٍ - وما منَّ الله عليهم به من الفضائل؛ عَلِمَ يقينًا أَنَّهم خير الخلق بعد الأَنْبياء».

3- في (ص: 53) يقول الأُسْتاذ: «ولقد كان الخلاف بيْن الحَسَنِ البصريِّ وتِلْميذِه أَبِي الحَسَنِ الأَشْعريِّ خلافًا في الرَّأْي...» إلخ.

كذا يقول !! مع أَنَّ بيْن الحَسَنِ البصريِّ والأَشْعريِّ زمنًا طويلاً، فالحَسَنُ البصريُّ تُوُفِّيَ رحمه الله سنة (110 هـ). وهو تابعيٌّ، وأَبُو الحَسَنِ الأَشْعريُّ وُلِد سنة (260 هـ)، فبيْن وفاةِ الحَسَنِ وَوِلادةِ الأَشْعريِّ مئةُ وخمسون سنةً كما ترى، فكيف يتحقَّق هذا التَّتلْمُذُ الذي قاله الأُسْتاذ؟!

4- في (ص: 20) لمَّا تحدَّث عن الكائنات، قال: «لا بُدَّ مِن قوةٍ وراءَ هذه الظَّواهرِ جميعها، لا بُدَّ من مُوجِدٍ لها، قائمٍ عليها، مُنظِّمٍ لوجودها، مُمْسِكٍ ببقائها، سمِّ هذه القُوَّةَ ما شئْت من أَسْماءٍ، وبأَيَّة لُغَةٍ، وعلى أَيِّ لسانٍ، إِنَّه «الله»، خالقِ الكون، ومُدبِّرِ الوجود، وهذا ما يُسمَّى بالتَّوحيد، أَيْ: الإِيْمان بالقُوَّةِ الواحدةِ المُوجِدةِ لكُلِّ شيءٍ، والمُتصرِّفةِ في كلِّ شيءٍ» ا هـ.

ولنا على هذه الجملةِ ملاحظتان:

الأُولى: أَنَّه جوَّز أَنْ يُسمَّى اللهُ قُوَّةً، وهذا خطأٌٌ، لأَنَّ أَسْماء الله توقيفيَّةٌ، فلا يُسمَّى إلاَّ بِما سمَّى به نفْسَه، أَو سمَّاه به رسولُه، وقد سمَّى نفْسَه بالقَوِيِّ؛ كما قال تعالى: ﴿يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡعَزِيزُ [الشورى: 19]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡعَزِيزُ [هود: 66].


الشرح