×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

والقوَّةُ صِفَتُه؛ كما قال سبحانه: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ [الذاريات: 58].

فالقَوِيُّ: اسْمُه، والقُوَّةُ صِفَتُه سُبْحانه، وهناك فَرْقٌ بيْن الاسْمِ والصِّفةِ.

ثُمَّ إِنَّه لا يجوز لنا أَنْ نُسمِّي اللهَ بما شئْنا من أَسْماء؛ لأَنَّ أَسْماءَه توقيفيَّةٌ، فلا نُسمِّيه إلاَّ بما سمَّى به نفْسَه.

الملاحظةُ الثَّانية: أَنَّه فسَّر التَّوحيد بأَنَّه الإِقْرار بأَنَّ الله هو مُدبِّر الوجود ومُوجِدُه، فإِنْ أَرَاد أَنَّ هذا هو توحيد الرُّبُوبيَّة، فهذا صحيحٌ، لكنَّ هذا التَّوحيدَ لا يكفي ولا يُنجي من عذاب الله، ولا يُدخِلُ صاحبَه في الإِسْلام، ولا يعصم دمَه ومالَه، لأَنَّ الكُفَّار يَقِرُّون بهذا وَهُمْ كُفَّار.

قال تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ [الزخرف: 87]، ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ [العنكبوت: 61]

وإِنْ أَرَاد أَنَّ هذا هو التَّوحيدُ المُطْلَقُ المطلوبُ من الخلْق؛ فهذا خطأٌ واضحٌ، لِمَا ذكَرْنا من أَنَّ الكُفَّار أَقَرُّوا به ولم ينفعهم في الدُّنْيا، ولا ينفعهم في الآخِرةِ، وسمَّاهم الله كُفَّارًا لمَّا لم يقِرُّوا بتوحيد الإِلهيَّة الذي هو عبادتُه وحْدَه لا شريك له.

قال شيخُ الإِسْلام ابنُ تَيْمِيَّةََ: «فإِقْرار المرْء بأَنَّ الله ربُّ كلِّه شيءٍ ومليكُه وخالقُه لا يُنجيه من عذاب الله إِنْ لم يقترن به إِقْرارًا بأَنَّه لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، فلا يستحقُّ العبادةَ أَحَدٌ إلاَّ هو، وأَنَّ مُحَمَّدًا رسولُ الله، فيجب تصديقُه فيما أَخْبَر به وطاعتُه فيما أَمَر».


الشرح