×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

 وقال أَيْضًا: «وقد أخبر الله سبحانه عن المشركين من إِقْرارهم بأَنَّ الله خالق المخلوقات ما بيَّنه في كتابه، فقال: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلۡ أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلۡ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦٓ أَوۡ أَرَادَنِي بِرَحۡمَةٍ هَلۡ هُنَّ مُمۡسِكَٰتُ رَحۡمَتِهِۦۚ قُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُۖ عَلَيۡهِ يَتَوَكَّلُ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ [الزمر: 38].

وذكَر آياتٍ كثيرةً في هذا المعنى، ثُمَّ قال: وبهذا وغيرِه يعرف ما وقع من الغلط في مُسمَّى التَّوحيد، فإِنَّ عامةَ المتكلِّمين الذين يُقرِّرون التَّوحيد في كتُب الكلامِ والنَّظرِ غايتهم أَنْ يجعلوا التَّوحيدَ ثلاثةُ أَنْواعٍ، فيقولون: هو واحدٌ في ذاته لا قَسِيم له، وواحدٌ في صفاته لا شبيه له، وواحدٌ في أَفْعاله لا شريك له، وأَشْهر الأَنْواع الثَّلاثة عندهم هو الثَّالث، وهو توحيد الأَفْعال، وهو أَنَّ خالق العالم واحدٌ.. ويظنُّون أَنَّ هذا هو التَّوحيدُ المطلوبُ، وأَنَّ هذا هو معنى قولنا «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، حتَّى يجعلوا معنى الإِلهيَّة القُدْرة على الاختراع. ومعلومٌ أَنَّ المشركين من العرب الذين بُعِث إِلَيهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَوَّلاً لم يكونوا يُخالفونه من هذا، بل كانوا يُقِرُّون بأَنَّ الله خالقُ كلِّ شيءٍ، حتَّى إِنَّهم كانوا يُقِرُّون بالقَدَر أَيْضًا، وَهُمْ مع هذا مُشْرِكون» ا هـ.

5- في (ص: 47) ذكَر الأُسْتاذُ أَنَّ الشَّيْخ مُحَمَّدً عَبْدَ الوَهَّابِ الْتَقَى في المَدِينَةِ بالشَّيْخ أَبِي المَواهِبِ البلعيِّ الدمشقيِّ، وأَخَذَ عنه الفِقْهَ.

ولا ندري على أَيِّ شيءٍ اعتمد في ذلك مع أَنَّ الذين تَرْجَمُوا للشَّيْخ وكتبوا في سيرته من أَحْفادِه وتلاميذِهم وغيرِهم لم يذكروا أَبا المواهب من جُمْلة شُيُوخِه، والظَّاهر أَنَّ بينهما مدَّةً زمنيَّةً تمنع من إِدْراك الشَّيْخ لأَبِي المَوَاهِب.


الشرح