ثُمَّ قال
الأُسْتاذُ (ص: 63): «ثُمَّ اتَّصَل «يعني: الشَّيْخَ مُحَمَّدًا» بالشَّيْخِ
مُحَمَّدٍ السنديِّ المَدَنِيِّ، وأَخَذ ما اطْمأَنَّ إِلَيه، وعَارَضَه فيما لَمْ
يقبَلْه عقْلُه ويَطْمَئِنَّ إِلَيه قلْبُه».
ولا ندري ما
مسْتندُّ الأُسْتاذ في هذا القولِ الذي لمْ يسبقْه إِلَيه أَحَدٌ ممَّن تَرْجَمَ
للشَّيْخ مِن تلاميذِه وأَحْفادِه، والخُبَراء بسيرته، كالشَّيخ ابْنِ غَنَامٍ،
والشَّيخِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنٍ، والشَّيْخِ ابْنِ بِشْرٍ وغيرِهم.
ثُمَّ هل المرجع
فيما يُقبَل ويُرَدُّ في الأَخْذ عن العلماء هو العقْلُ أَوْ ميزانُ الشَّرْعِ
وقواعدُه الثَّابتةُ؟!
إِنَّ الأُسْتاذ
جعَل الشَّيْخ يرجع في ذلك إِلَى عقْلِه، وهذا ما لا نُوافقه عليه، ولا يُوافقه
عليه غيرُنا، لاسيَّما في حقِّ مِثْل الشَّيْخ الذي كان يحرص كلَّ الحِرْص على
اتِّباع الدَّليل والانْقيادِ له ولأَنَّ صحيحَ النَّقْل لا يُخالف صريحَ العقْل
أبدًا كما هو معلومٌ.
وفي هذا تجريحٌ
للشَّيْخ مُحَمَّد حياة السندي في علْمه بأَنَّ عنده ما لا يُقِرُّه العقْلُ ولا
يطمئِنُّ إِلَيه القلْب.
6- في (ص: 74- 75) يقول
الأُسْتاذ: «بدأَتِ الدَّعْوة «يعني: دعوةَ الشَّيخ» حادَّةً عنيفةً مطبوعةً
بطابع التَّطرُّف والمُغالاةِ، فكان طبيعيًا أَنْ يلْقاها النَّاس بعنادٍ
وتطرُّفٍ، ومثل هذا لا يجعل للمسلم مجالاً بين الطَّرفَين المتقابلَين...»
إِلَى أَنْ قال: «بدأَتْ «يعني:
الدَّعْوةَ» بإِنْكار المجتمع الإِسْلاميِّ كلِّه، فالمسلمون جميعًا في نظر
الوَهَّابيِّين قد انسَلَخوا عن الإِسْلام بما أَدْخلوا على دينهم من بِدَعٍ
ومُحْدثاتٍ؛ كالتَّوسُّل بغير الله ورفْعِ القباب على قبور الموتى ممَّن يُعتقَد
فيهم الصَّلاحُ، وهذا لونٌ من الشِّرْك بالله