وفي هذا بعض الحقِّ
ولكنَّ فيه كثيرًا من المبالغة والغلو...».
إِلَى أَنْ قال: «كان لا بُدَّ أَنْ
يحدث هذا «يعني: شدَّةَ الخلاف بيْنهم وبيْن غيرِهم» بعد أَنْ وضَعَ الوهَّابيُّون
دعوتَهم في هذا الإِطَار الذي يحصر الإِسْلام في دعوتهم، ويجعل كلَّ مَن انْحرفَ
عنها مُنْحرِفًا عن الإِسْلام، داخلاً في مداخل الكُفْر والإِلْحاد، ونجد هذا
واضحًا في الكتُب التي أَلَّفها علماء الوهَّابيِّين». ا هـ.
والجواب أَنْ نقول:
هكذا يصف الأُسْتاذُ دعْوةَ الشَّيْخ بهذه الأَوْصاف:
أ- الغُلُوُّ
والتَّطرُّفُ والعُنْفُ.
ب- تكفيرُ جميع
المسلمين، وحصْرُ الإِسْلام في تلك الدَّعْوةِ، وتكفيرُ من انْحرف عنها.
ج- أَنَّ كتَب
علماءُ الوهَّابيَّة تشتمل على تكفير المسلمين.
جوابنا على ذلك أَنْ
نقول:
أَوَّلاً: قد تناقض الأُسْتاذ
في كتابه هذا تناقضًا واضحًا في موضوع دعوة الشَّيْخ، فبينما هو يصفها بهذه
الصِّفاتِ المُنفِّرةِ التي رُبَّما يكون قد قرأَها من كتُب خصومها، أَوْ سمِعها
من أَفْواههم، ﴿وَمَا
تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ﴾ [آل عمران: 118]، بينما هو يسطر هذه الصِّفاتِ هنا،
إِذَا هو في آخِر كتابه يقول في (ص: 111- 112): «ودعْوةُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ
الوَهَّابِ من الكلِم الطَّيِّب؛ لأَنَّها تستند إِلَى الحقِّ، وتدعو له، وتعملُ
في سبيله، ولهذا كانت دعوةً مباركةً، وفيرةُ الثَّمر، كثيرةَ الخير، لقد قام
صاحبها يدعو إِلَى الله لا يبغي بهذا جاهًا، ولا يطلب سلطانًا، وإِنَّما يُضيء
للنَّاس معالمَ الطَّريق، ويكشفُ لهم المعاثرَ والمزالقَ التي أقامها الشَّيطانُ
على جوانبه.