×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

1- أَنَّ في الكتاب من التَّعريض بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يُسَلَّم أَنْ يصحَّ صُدُورُه عن مثْل الإِمَامِ عَلِيٍّ.

2- ما فيه من ذِكْر الوَصيِّ والوَصايةِ.

3- أَنَّ في الكتاب ما يُشَمُّ منه ريحُ ادِّعاء علْم الغيب، وهذا أَمْرٌ يجلُّ عن مثْله مقامُ عَلِيٍّ.

ويُجيب الدَّكْتور عن المطْعن الأَوَّلِ بقوله: «فإِنِّي لا أَجِد مساغًا للطَّعْن فيها - يعني: إِحْدى خُطُب الكتاب - لما تضمَّنتْه من الكلام على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فإِنَّ المُتَتبِّعَ لمُشْكلة الخِلافة من لَدُنْ قبْض رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم في أَوْثق كتُب السُّنَّة ومراجعِ التَّاريخ، يُدْرِكُ مَدى المرارة التي كان يحِسُّها عَلِيٌّ رضي الله عنه لحِرْمانه من الخِلافة، فقد كان يرى نفْسَه أَحَقَّ بها وأَهْلَها، فما الذي يمنعه من إِخْراج هذه الشَّقْشَقَة»..إِلَى آخِر كلامه.

فالدَّكْتور بهذا الدِّفاع يلصق بعَلِيٍّ رضي الله عنه أَمْرَيْن هو منهما بريءٌ، وهما:

أَوَّلاً: سبُّ إِخْوانه من الصَّحابة، وارتكابُه ما نَهَى عنه الله بقوله: ﴿وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ [الحجرات: 12]، وما نَهَى عنه رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فلَوْ أَنْفَقَ أَحَدَكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» ([1]). وكرَّم الله عَلِيًا عن هذه المنقصة.

وثانيًا: عدمُ اقتناعه بخِلافة أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمَانَ؛ لأَنَّه - على رَأْيِ الدَّكْتور - يرى نفْسَه أَحَقَّ بها منهم، وهو أَهْلُها، وهُمْ ليسوا لها بأَهْلٍ.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (3673)، ومسلم رقم (2541).