×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

وهذا افتراءٌ ظاهرٌ على أَمِير المؤمنين عَلِيٍّ رضي الله عنه.

ويتضمَّن الطَّعْن في خِلافة أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمَانَ، وقد أَجْمَعَ أَهْلُ السُّنَّة على أَنَّ الخليفةَ بعد رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثم عُثْمَانُ، ثُمَّ عَلِيٌّ.

قال الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ ابنِ تَيْمِيَّةَ: «ومَن طَعَن في خِلافة أَحَدٍ مِن هؤلاء؛ فهو أَضَلُّ مِن حِمار أَهْله». وقال: «قد ثَبَت عن عَلِيٍّ من وجوهٍ متواترةٍ أَنَّه كان يقول: خيرُ هذه الأُمَّة بعد نبيِّها أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ».

وقال الشَّيْخ أَيْضًا: «اتَّفقت السُّنَّة والشِّيْعةُ على أَنَّ عَلِيًّا لم يدعُ إِلَى مبايعته إلاَّ بعْدَ مقْتلِ عُثْمَانَ، ولا بَايَعَه أَحَدٌ إلاَّ ذلك الوقْتِ». وقال الشَّيْخ أَيْضًا في «مِنْهاج السُّنَّة»: «من المتواتر أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لم يطلب الخِلافة برغبةٍ ولا برهبةٍ، فلا بَذَل فيها مالاً، ولا شَهَّر عليها سيفًا، ولا كانت له عشيرةٌ ضخْمةٌ، ولا عددٌ من الموالي تقوم بنصرةٍ؛ كما جرت عادةُ طلاَّب المُلْك، بل ولا قال: بَايِعُونِي، وإِنَّما أَشَار ببَيْعةِ عُمَرَ أَوْ بَيْعةِ أَبِي عُبَيْدَةَ، ثُمَّ مَن تخلَّف عن مبايعته لمْ يُؤْذِه، ولا أَكْرَهَه عليها، ثُمَّ الذين بايَعوه طائعين هُمُ الذين بايَعوا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم تحت الشَّجرة، الذين رَضي اللَّه عَنهم، فقَاتَل بهم المُرْتدِّين وفارسَ والرُّومَ، وثبَّت الإِسْلامَ وأَهْلَه، ولا أَكَل منها ولا لَبِس إلاَّ كعادته وعيْشِه، فلمَّا جاءه اليقين؛ خَرَج منها أَزْهدَ ممَّا دَخَل فيها، لمْ يسْتَأْثِرْ منها بشيءٍ عنهم ولا آثَرَ بها قَرابتَه، بل نَظَر إِلَى أَفْضلهم في نفسه، - يعني: عُمَرَ - فولاَّه عليهم، فأَطَاعوه كلُّهم، ففَتَح الأَمْصار، وقهَّر الكُفَّار، وأَذَلَّ أَهْلَ النِّفاق وبسَط العَدْلَ، ووَضَع الدِّيْوان والعطاءَ لازمًا لعيش مَن قبْلَه


الشرح