التَّعْقيبُ السَّابعُ عشر:
قولُه: في (ص: 99): «وكلُّ ما قد وَصَف الله به ذاتَه
أَوْ أَخْبَر به عنها ممَّا يستلزم ظاهرة» التَّجْسيد والتَّشبيه نُثْبتُه له؛ كما
قد أَثْبَتَ ذلك لنفسه، ونُنزِّهه عن الشَّبيه والنَّظيرِ والتَّحيُّزِ
والتَّجسُّدِ...».
نقول: ليس في صفات الله
ما يستلزم ظاهرُه التَّجسيدَ والتَّشبيهَ، وإِنَّما ذلك فهْمٌ فَهِمَه بعض الجُهَّال
أَوِ الضُّلاَّلِ، ولا يُنسَب ذلك إِلَى النُّصوص؛ لأَنَّ لله صفاتٍ تخصُّه، وتليق
به، لا تُشْبِهُها صفاتُ خلْقِه، ولا يدور هذا في ذِهْن المؤمنِ الصادقِ
الإِيْمان، وكلام الله وكلامُ رَسُولِه يُنزَّه عن أَنْ يكون لازمه باطلاً.
التَّعْقيبُ
الثَّامنُ عشر: قولُه في (ص: 101) في الفِقْرة (8): «إِنَّ رُؤْية المُؤْمِنين لربِّهم
يومَ القيامة لا تستلزم تحيُّزًا في جهةٍ مُعيَّنةٍ». اهـ.
وأُقُول: نفْيُ الجِهة عن
الله مطلقًا غيرُ صحيحٍ؛ فإِنَّه سُبْحانه في جهة العُلُوِّ؛ كما تواترت
الأَدِلَّة على عُلُوِّه في خلْقه، وإِنَّما يُنزَّه عن جهةٍ غير العُلُوِّ.
هذا مذهب أَهْل
السُّنَّةِ والجماعةِ، بخلاف الجهميَّة ومن سَارَ على مَنْهجهم في ذلك وغيرِه.
التَّعْقيبُ
التَّاسعُ عشر: قولُه في (ص: 101 و102): «إِنَّ الشَّفاعة في حقِّ كثيرٍ من العُصاة
والمُذنبين مِيزةٌ ميَّز الله بها نبيَّه عن سائر الرُّسُل».
هذا كلامٌ غيرُ صحيحٍ؛ فإِنَّ الشَّفاعةَ في عُصاة المُوحِّدين ليست خاصةً بنبيِّنا صلى الله عليه وسلم بل ليستْ خاصةً بالأَنْبياء، وإِنَّما الخاص به صلى الله عليه وسلم الشَّفاعةُ العُظْمى التي هي المقامُ المحمودُ، وما وَرَدَ الدَّليل باختصاصه به.