×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

التَّعْقيبُ العشرون: قولُه في (ص: 104) في المَقْطعِ الأَخِيرِ: «والإِسْلام يستتبع آثاره مستقلاً ومنفصلاً عن الإِيْمان في الدُّنْيا...».

هذا الكلامُ فيه نَظَرٌ؛ فإِنَّ الإِسْلام الصَّحيحَ لا ينفصل عن الإِيْمان لا في الدُّنيا ولا في الآخِرة، فإِنِ انْفَصَل عنه؛ فليس إِسْلامًا صحيحًا، وإِنَّما هو نِفاقٌ، والمنافق لا يُسمَّى مسلمًا، وإِنّما يُسمَّى منافقًا؛ كما سمَّاه الله ورَسُولُه، ولا يلزم من معاملته معاملة المسلم في الدُّنْيا أَنَّه مسلمٌ حقيقةً؛ لا في الدُّنْيا ولا في الآخرة.

التَّعْقيبُ الحادي والعشرون: قولُه في (ص: 107): «والقول بأَنَّ الإِنْسان يخلق أَفْعال نفسه _ وهو مذهب المعتزلة _ ليس مكفِّرا».

أَقُول: في نفي تكفيره نَظَرٌ؛ لأَنَّ من قال ذلك: إِنْ كان مع هذا يُنكِر علم الله _ كما هو قول غُلاة القَدَريَّة _؛ فهو كافرٌ، وإِنْ كان لا يُنكِره، وهو مُقلِّد لغيره؛ فقد أَنْكَر أحد أَرْكان الإِيْمان _ وهو القَدَر _ على علْمٍ، فكيف لا يُكفَّر مَن هذه حالُه؟!

وأَيْضًا: هو قد أَثْبَتَ لله شريكًا في خلْقه، وقد قال السَّلَف عن هذا الصِّنف: إِنَّهم مجوس هذه الأُمَّة، بل وَرَدَ تسميتُهم بذلك في أَثَرٍ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

التَّعْقيبُ الثَّاني والعشرون: ما ذَكَرَه في (ص: 111- 112) من أَنَّ مَن أَضْفى صفات النُّبُوَّة على عليِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وما يعتقده بعض المُريدين في أَشْياخهم من العِصْمة، وما قاله الإِمَامُ الخمينيُّ من أَنَّ لأَئِمَّتِهم ما لا يبلغه ملَكٌ مُقرَّبٌ ولا نبيٌّ مُرسَلٌ؛ إِنَّ هذه الأُمُورَ تُعتبَر شُذوذاتٍ لا تستوجب كُفْرَ أَصْحابِها وخروجَهم مِن المِلَّة.


الشرح