×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

 أَمْ لا يُعدُّ بِدْعةً، وإِنَّما هو شرحٌ وبيانٌ لمَا عَلِمَه الصَّحابة مِن قبْلُ على وجْه الإِجْمال، ومِن ثَمَّ فلا مانعَ _ لاسيَّما في مجال التَّعليم - مِن هذا التَّفريقِ والتَّفصيلِ».ا هـ.

وتعقيبًا عليه أقول: كلامه هذا يتمشَّى مع مذهب الأَشَاعرة الذين يُفرِّقون في كلام الله بيْن المعنى واللَّفْظِ، فيقولون:

المعنى: قائِمٌ بالنَّفْس، وهو قديمٌ غيرُ مخلوقٍ، وهذا هو كلام الله عندهم.

وأَمَّا اللَّفْظُ: فهو عندهم تعبيرٌ عن هذا المعنى مِن قِبَل جِبْرِيلَ أَوِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهو مخلوقٌ. وهذا تفريقٌ باطلٌ.

ومذهب أَهْل السُّنَّة سَلَفًا وخَلَفًا أَنَّ كلام الله تعالى هو اللَّفْظ والمعنى، وكِلاهما غيرُ مخلوقٍ؛ لأَنَّه كلام الله تعالى، وصِفةٌ من صفاته، وصِفاتُه غيرُ مخلوقةٍ.

وقولُه: إِنَّ الصَّحابة عَلِموا هذا التَّفْريقَ بيْن اللَّفْظ والمعنى في كلام الله هو تقوُّلٌ على الصَّحابة، ونِسْبةٌ إِلَيهم ما هم منه برآءٌ.

التَّعْقيبُ التَّاسعُ والعشرون: في (ص: 149) تَسَاءَلَ عن التَّوسُّل بِجاه رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، أَوْ بِجاه مَن عُرِفوا بالصَّلاح والاسْتِقامةِ بعْدَ وفاتِهم؛ هل هو بِدْعةٌ؟ أَوْ يُقاس على التَّوسُّل به صلى الله عليه وسلم حالَ حياتِه، وهو شيءٌ ثابتٌ، دلَّتْ عليه الأَحَاديثُ الصَّحيحةُ، ومِن ثَمَّ فهو ليس مِن البِدْعة في شيءٍ؟

ولم يُجب عن ذلك التَّساؤُلِ بل تَرَكَ القارئ في حَيْرةٍ والْتِباسٍ.

وأقول: أَوَّلاً: التَّوسُّل بالجَاهِ ليس عليه دليلٌ أَصْلاً لا في حياته ولا بعد موته، فهو بِدْعةٌ بلا شكٍّ.


الشرح