×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

والشَّيءُ قد يكون مشروعًا في أَصْله، لكنَّ الصِّفة التي يُؤَدَّي بِها إِذَا لم يكُنْ عليها دليلٌ فهي بِدْعةٌ.

وقد أَنْكَر عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه على الذين يجتمعون في مَسْجِدِ الكُوفَةِ وفيهم رَجُلٌ يقول: سبِّحوا مِائَةً، كبِّروا مِائَةً، هلِّلوا مِائَةً؛ لأَنَّ هذه الصِّفة ليستْ مِن سُنَّة الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.

التَّعْقيبُ الرَّابعُ والثلاثون: في (ص: 193- 195) شَنَّعَ على الذين يُنكِرون ذِكْرَ الله بالاسْم المُفْردِ «الله» ومنهم الشَّيْخُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ؛ فإِنَّه وجَّه إِلَيه قذائِفَ غَضَبِه.

وهو في هذا لمْ يَصْغِ إِلَى حُجج المذكورين، ومنها أَنَّ ذِكْرَ الله بالاسْم المُفْردِ لمْ يَرِدْ في الكتاب ولا في السُّنَّة ولا في هدْيِ السَّلَف الصَّالِحِ؛ علاوةً على أَنَّه لا يُفيد شيئًا؛ لأَنَّ الاسْم المُفْرَد لا يأْتِي بفائِدةٍ حتَّى يتَرَّكب مع جُمْلةٍ مُفيدةٍ.

وما يزعمه الدَّكْتور أَنَّ ذِكْرَ الله بالاسْم المُفْردِ يدخل في قوله تعالى: ﴿وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلٗا [الإنسان: 25]، فنحن نسأَلُه ونُريد منه الصِّدقَ في الجواب دون مُراوغةٍ: هل وَرَدَ في السُّنَّة مَن أَمَرَه الله بِهذا الأَمْر - وهو الرَّسُول صلى الله عليه وسلم - أَنَّه ذَكَر الله بالاسْمِ المُفْردِ، إِذْ لا شكَّ أَنَّ سُنَّته تفسيرٌ للقرآن؟! أَوْ أَنَّ هذا من مُحدثات الصُّوفيَّة، وفهْمِهم السَّقيمِ؟!.

وكثيرًا ما يُكرِّر الدَّكْتور أَنَّ المُخالِف في هذه المسْأَلَةِ وغيرِها لا يُضلَّل.

ونحن نقول له: إِنَّ المُخالِف لا يُضلَّل إِذَا كان لمُخالَفتِه مأْخَذٌ مِن النُّصوصِ الشَّرْعيَّةِ، أَمَّا إِذَا كانتْ مُخالَفتُه ليس لها مَأْخَذٌ مِن الكتاب 


الشرح