×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

والسُّنَّةِ؛ فإِنَّه يُضلَّل؛ لأَنَّ اللهَ تعالى يقول: ﴿فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُۖ [يونس: 32].

وما دلَّ عليه كتاب الله حقٌّ، وما خَالَفَه؛ فهو ضلالٌ يُضلَّل مَن قال به.

التَّعْقيبُ الخَامسُ والثَّلاثون: في (ص: 196- 197) يسوغ اصْطِلاحاتِ الصُّوفيَّةَ التي منها تفريقُهم بيْن الشَّريعةِ والحقيقةِ.

ولم يجد دليلاً - والحمد لله - لهذا التَّسويغِ؛ إلاَّ أَنَّ ذلك قول كبار الصُّوفيَّة؛ كسَهْلِ التَّسْتُرِيِّ، والحَارِثِ المحاسبيِّ، والجُنَيْدِ _ وهذا لا أَظُنُّه معهم وإِنْ حَشَره معهم _ ومَعْرُوفِ الكَرْخِيِّ، فهو بهذا الاستدلال كمَن فسَّر الماءَ بعد الجُهْد بالماء.

ثُمَّ هل هناك حقيقةٌ تُخالف الشَّريعة حتَّى يُقال: الحقيقةُ والشَّريعةُ؛ إلاَّ في اصْطِلاح الصُّوفيَّة أَنَّ الشَّريعةَ للعوام والحقيقةَ للخواص؟!.

وهذا إلحادٌ واضحٌ، وليت الدَّكْتور لم يدخلْ هذه المجاهلَ المُخيفةَ.

التَّعْقيبُ السَّادسُ والثَّلاثون: في (ص: 201- 212) تحدَّث عن الصُّوفيَّة وأَحْوالِهم وأَقْوالِهم، وحَاوَلَ الدِّفاعَ عنهم بكلِّ ما أُوتِيَ مِن قوَّةٍ، والاعْتذارَ لهم بكلِّ ما اسْتطاع مِن عبارةٍ، حتَّى عمَّن قال منهم: ما في الجُبَّة إلاَّ الله! وعمَّن قال منهم: ما عبدْتُكَ خوفًا مِن ناركَ، ولا طمْعًا في جنَّتكَ.

ورغْم ما تحمله هاتان العبارتان مِن كفرٍ وضلالٍ حَاوَلَ تأْوِيلَهما بما لا داعيَ للإِطَالة بذِكْره؛ لأَنَّ هاتيْن العبارتيْن تُنْبِئَانِ عن نفسهما ولا تقْبَلانِ التَّأْوِيلَ؛ فإِنَّ قول القائل: ما في الجُبَّة إلاَّ الله صريحٌ في الاتِّحاد.


الشرح