هذا ما قاله عن تلك
الحركةِ وتسميتِها بالسَّلَفيَّة، ولم يُعِبْ عليها هذا التَّسمِّي؛ نظرًا لسلامة
أهدافها عنده. فنقول له: وهل السَّلَفيَّة اليومَ تعني غيرَ ذلك؟!
التَّعْقيبُ
الثَّامنُ والثَّلاثون: وفي (ص: 236- 237) عبَّر عن دعوة الشَّيْخِ مُحَمَّدِ
بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ رحمه الله بالمذهب الوهَّابيِّ، وقال: «إِنَّ الوهَّابيَّة
تبَرَّموا من هذه الكلمةِ؛ لأَنَّها تُوحي بأَنَّ ينبوع هذا المذهبِ بكلِّ ما
تضمَّنه مِن مزايا وخصائِصَ يقف عند الشَّيْخ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ،
فدَعَاهُم إِلَى أَنْ يستبدلوا بكلمة الوهَّابيَّة هذه كلمةَ السَّلَفِيَّة...»
إِلَى آخِر ما قال.
والجواب أَنْ نقول: إِنَّ الشَّيْخَ
مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ ليس له مذهبٌ خاصٌّ يُدْعى بالوهَّابيَّة؛
لأَنَّه في العقيدة على مَنْهج السَّلَف، وفي الفروع على مذهب الإِمَامِ أَحْمَدَ
بنِ حَنْبَلٍ الذي كان عليه علماءُ نَجْدٍ مِن قبْلِه وفي عصره ومِن بعده.
التَّعْقيبُ
التَّاسعُ والثَّلاثون:في (ص129- 240) تكلَّم عن زيارة القبْرِ النَّبَوِيِّ
على صاحبه أَفْضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، فقال: «ولكُمْ اتُّهمنا واتُّهمُ كثيرٍ
من المسلمين من أَهْل السُّنَّةِ والجماعةِ بالابْتداع والمُروقِ؛ لأَنَّنا ذهبْنا
إِلَى ما ذَهَب إِلَيه الجُمْهُورُ مِن علماءِ السَّلَف وغيرِهم مِن أَنَّه لا
ضيْرَ في أَنْ يعزم الرَّجُل على زيارة كلٍّ من قبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم ومَسْجِدِه». كذا قال!.
والجواب أَنْ نقول: إِنَّ زيارةَ قبْرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم من غير سَفَرٍ سُنَّةٌ وليست بِدْعةً، ولم يقل أَحَدٌ: إِنَّها إِذَا كانتْ على هذه الصِّفةِ بِدْعةٌ ومُروقٌ.