×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

انتهى المقصود من كلامه، وهو يدلُّ على ما عنده مِن جهْلٍ وتخْليطٍ وتخبُّطٍ.

وأَقُول في بيان ذلك ما يلي:

أ- قوله: «ولقد خالف ابنُ تَيْمِيَّةَ بقوله هذا - يعني: منعَ التَّوسُّل بالموتى والتَّبَرُّكِ بالقبور والاستغاثةِ بالموتى - خالف جُمْهُورُ المسلمين».

والجواب: أَنَّ الشَّيْخَ رحمه الله قد وَافَقَ في قوله هذا إِجْماع َالمسلمين، فلمْ يُخالِفْه واحدٌ منهم، ونعني بالمسلمين: أَهْلَ السُّنَّةِ والجماعةِ؛ ومن الصَّحابة، والتَّابعين، والقُرُونِ المُفضَّلةِ، ومَن تَبِعَهم بإِحْسانٍ، وإِنَّما خَالَفَه بعضُ مَن جَاءَ بعدهم مِن المُخرِّفين والقبوريِّين، وهؤلاء لا يُعتدُّ بخلافهم، وليسوا جُمْهُورُ المسلمين، وإِنْ سمَّاهم هو بذلك، فالعبْرة بالحقائق لا بالتَّسَمَّيات، وإِنَّما هُمْ مِن الشَّواذ المُنتسِبين إِلَى الإِسْلام.

ب- قوله: «ونحن نُوَافِقُ إِلَى حدِّ مَا على قوله في زيارة قبور الصَّالحين والنَّذْر لها»؛ معناه: أَنَّه لا يُوافِقُ موافقةً تامَّةً على منع زيارة قبور الصَّالحين للتَّبَرُّك بِها والاستغاثةِ بأَصْحابها والنَّذْر لها، وهذا يدلُّ على أَنَّه يسمح بشيءٍ من ذلك، مع أَنَّه عبادةٌ لغير الله، وشِرْكٌ أَكْبرُ!!

ولا يخفى ما في هذا مِن التَّساهل في شأْنِ الشِّرْك، وعدمِ اهْتمامِه بالعقيدة.

ج- وقوله: «ولكنْ نُخالِفه مُخالفةً تامَّةً في زيارة الرَّوضةِ الشَّريفةِ، وذلك لأَنَّ الأَسَاسَ الذي بُنِيَ عليه منعُ زِيارةِ الرَّوضةِ الشَّريفةِ بقصْد التَّبَرُّك والتَّيمُّن هو خشْيةُ الوَثَنيَّة، وإِنَّ ذلك خوفٌ مِن غير مخافٍ، فإِنَّه إِذَا كان في ذلك تقديسٌ لمُحَمَّدٍ؛ فهو تقديسٌ لنَبِيِّ الوحْدانيَّةِ، وتقديسُ نَبِيِّ الوحْدانيَّةِ إِحْياءٌ لها».


الشرح